Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 21-25)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ } يعنى حديث { ٱلْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ ٱلْمِحْرَابَ } [ آية : 21 ] وذلك أن داود قال : رب اتخذت إبراهيم خليلاً وكلمت موسى تكليماً ، فوددت أنك أعطيتنى من الذكر مثل ما أعطيتهما ، فقال له : إنى ابتليتهما بما لم أبلك به ، فإن شئت ابتليتك بمثل الذى ابتليتهما ، وأعطتيك مثل ما أعطيتهما من الذكر ، قال : نعم ، قال : أعمل عملك ، فمكث داود ، عليه السلام ، ما شاء الله عز وجل ، يصوم نصف الدهر ، ويقوم نصف الليل ، إذا صلى فى المحراب فجاء طير حسن ملون ، فوقع إليه فتناوله ، فصار إلى الكوة ، فقام ليأخذه ، قوقع الطير فى بستان ، فأشرف داود فرأى امرأة تغتسل فتعجب من حسنها ، وأبصرت المرأة ظله فنفضت شعرها فغطت جسمها ، فزاده بها عجباً ودخلت المرأة منزلها ، وبعث داود غلاماً فى اثرها إذا هى بتسامح امرأة أدريا بن حنان ، وزوجها فى الغزو فى بعث البلقاء الذى بالشام ، مع نواب بن صوريا ابن أخت داود ، عليه السلام ، فكتب داود إلىابن أخته بعزيمة أن يقدم أدريا ، فيقاتل أهل البلقاء ، ولا يرجع حتى يفتحها أو يقتل ، فقدمه فقتل ، رحمة الله عليه ، فلما انقضت عدة المرأة تزوجها داود ، فولدت سليمان بن داود ، فبعث الله عز وجل إلى داود ، عليه السلام ، ملكين ليستنقذه بالتوبة ، فأتوه يوم رأس المائة فى المحراب ، وكان يوم عبادته الحرس حوله . { إِذْ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ } فلما رآهما داود قد تسوروا المحراب فزع داود ، وقال فى نفسه : لقد ضاع ملكى حين يدخل علىّ بغير أذن ، { قَالُواْ } فقال أحدهما لداود : { لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ } يعنى بالعدل { وَلاَ تُشْطِطْ } يعنى ولا تجر فى القضاء { وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ } [ آية : 22 ] يقول : أرشدنا إلى القصد الطريق . ثم قال : { إِنَّ هَذَآ أَخِي } يعنى الملك الذى معه { لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً } يعنى تسعة وتسعون امرأة وهكذا كان لداود . ثم قال : { وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ } يعنى امرأة واحدة { فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا } يعنى أعطنيها { وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ } [ آية : 23 ] يعنى غلبنى فى المخاطبة ، إن دعا كان أكثر من ناصرً ، وإن بطش كان أشد منى بطشاً ، وإن تكلم كان أبين منى فى المخاطبة . { قَالَ } داود : { لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ } يعنى بأخذه التى لك من الواحدة ، إلى التسع والتسعين التى له { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ } يعنى الشركاء { لَيَبْغِيۤ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } ليظلم بعضهم بعضاً { إِلاَّ } استثناء ، فقال : إلا { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } لا يظلمون أحداً { وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ } يقول : هم قليل ، فلما قضى بينهما نظر أحدهما إلى صاحبه فضحك ، فلم يفطن لهما ، فأحبا يعرفاه فصعدا تجاه وجهه ، وعلم أن الله تبارك وتعالى ابتلاه بذلك { وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ } يقول : وعلم داود أنا ابتليناه { فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً } يقول : وقع ساجداً أربعين يوماً وليلة { وَأَنَابَ } [ آية : 24 ] يعنى ثم رجع من ذنبه تائباً إلى الله عز وجل ، { وَخَرَّ رَاكِعاً } مثل قوله { وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً } [ البقرة : 58 ] يعنى ركوعاً . { فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ } يعنى ذنبه ، ثم أخبر بما له فى الآخرة ، فقال : { وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ } يعنى لقربة { وَحُسْنَ مَـآبٍ } [ آية : 25 ] يعنى وحسن مرجع .