Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 52-64)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } النظر عن الرجال لا ينظرن إلى غير أزواجهن لأنهم عاشقات لأزواجهن ، ثم قال : { أَتْرَابٌ } [ آية : 52 ] يعنى مستويات على ميلاد واحد بنات ثلاثة وثلاثين سنة . ثم قال : { هَـٰذَا } الذى ذكر فى هذه الآية ، ذكر يعنى بيان من الخير فى الجنة { مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } [ آية : 53 ] يعنى ليوم الجزاء { إِنَّ هَـٰذَا } فى الجنة { لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } [ آية : 54 ] يقول : هذا الرزق للمتقين . ثم ذكر الكفار ، فقال سبحانه : { هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ } [ آية : 55 ] يعنى بئس المرجع ، ثم أخبر بالمرجع ، فقال : { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } [ آية : 56 ] ما مهدوا لأنفسهم من العذاب . { هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ } يعنى الحار الذى انتهى حره وطبخه { وَغَسَّاقٌ } [ آية : 57 ] البارد الذى قد انتهى برده ، نظيرها فى عم يتساءلون : { حَمِيماً وَغَسَّاقاً } [ النبأ : 25 ] ، فينطلق من الحار إلى البارد ، فتقطع جلودهم وتتصدع عظامهم وتحرق كما يحرق فى النار . ثم قال : { وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ } [ آية : 58 ] يقول : وآخر من شكله يعنى من نحو الحميم والغساق أصناف ، يعنى ألوان من العذاب فى الحميم يشبه بعضه بعضاً فى شبه العذاب { هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } وذلك أن القادة فى الكفر المطمعين فى غزاة بدر والمستهزئين من رؤساء قريش دخلوا النار قبل الأتباع ، فقالت الخزنة للقادة وهم فى النار : { هَـٰذَا فَوْجٌ } يعنى زمرة { مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } النار إضمار يعنون الأتباع ، قالت القادة : { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ } قال الخزنة : { إِنَّهُمْ صَالُو ٱلنَّارِ } [ آية : 59 ] معكم . فردت الأتباع من كفار مكة على القادة : { قَالُواْ بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ } زينتموه { لَنَا } هذا الكفر إذ تأمروننا فى سورة سبأ أن تكفر بالله ، وتجعل له أنداداً { فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } [ آية : 60 ] يعنى فبئس المستقر . قالت الأتباع : { قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا } يعنى من زين لنا هذا ، يعنى من سبب لنا هذا الكفر { فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي ٱلنَّارِ } [ آية : 61 ] { وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ } [ آية : 62 ] يعنون فقراء المؤمنين عمار ، وخباب ، وصهيب ، وبلال ، وسالم ، ونحوهم . { أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً } فى الدنيا ، نظيرها فى قد أفلح : { فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً } [ آية المؤمنون : 110 ] ، { أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَـرُ } [ آية : 63 ] يقول : أم حارت أبصارهم عناقهم معنا فى النار ولا نراهم . { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } [ آية : 64 ] يعنى خصومة القادة والأبتاع فى هذه الآية : ما قال بعضهم لبعض فى الخصومة ، نظيرها فى الأعراف ، وفى " حم " المؤمن حين قالت : { أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا } [ الأعراف : 38 ] عن الهدى ، ثم ردت أولاهم دخول النار على أخراهم دخول النار ، وهم الأتباع ، قوله : { وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّـارِ } إلى آخر الآية : [ غافر : 47 ] .