Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 41-51)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } يعنى إذ قال لربه : { أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ } يقول : أصابنى الشيطان { بِنُصْبٍ } يعنى مشقة فى جسده { وَعَذَابٍ } [ آية : 41 ] فى ماله . { ٱرْكُضْ } يعنى ادفع الأرض { بِرِجْلِكَ } بأرض الشام ، فنبعت عين من تحت قدمه فاغتسل ، فيها فخرج منها صحيحاً ، ثم مشى أربعين خطوة فدفع برجله الأخرى ، فنبعت عن ماء آخرى ، ماء عذب بارد شرب منها ، فذلك قوله : { هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ } الذى اغتسل فيها ، ثم قال : { بَارِدٌ وَشَرَابٌ } [ آية : 42 ] الذى أشرب منه ، وكان داود يأكل سبع سنين وسبعة أشهر ، وسبعة أيام وسبعة ساعات متتابعات . { وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ } فأضعف الله عز وجل له ، كان له سبع بنين وثلاث بنات قبل البلاء ، وولدت له امرأته بعد البلاء سبع بنين وثلاث بنات ، فأضعف الله له { رَحْمَةً } يعنى نعمة { مِّنَّا } ، ثم قال : { وَذِكْرَىٰ } يعنى تفكر { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } [ آية : 43 ] يعنى أهل اللب العقل . { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً } يعنى بالضغث القبضة الواحدة ، فأخذ عيدانا رطبة ، وهى الأسل مائة عود عدد ما حلف عليه ، وكان حلف ليجلدن امرأته مائة جلدة { فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ } يعنى ولا تأثم فى يمينك التى حلفت عليها ، فعمد إليها فضربها بمائة عود ضربة واحدة فأوجعها فبرئت يمينه ، وكان اسمها دنيا ، ثم أثنى الله عز وجل على أيوب ، فقال : { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً } على البلاء إضمار { نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ آية : 44 ] يعنى مطيعاً لله تعالى ، لما برأ أيوب فاغتسل كساه جبريل ، عليه السلام ، حلة . { وَٱذْكُرْ } يا محمد صبر { عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ } حين ألقى فى النار { وَ } صبر { وَإِسْحَاقَ } للذبح { وَ } صبر { وَيَعْقُوبَ } فى ذهاب بصره ، ولم يذكر إسماعيل بن إبراهيم لأنه لم يبتل ، واسم أم يعقوب رفقا ، ثم قال : { أُوْلِي ٱلأَيْدِي } يعنى أولى القوة فى العبادة ، ثم قال : { وَٱلأَبْصَارِ } [ آية : 45 ] يعنى البصيرة فى أمر الله ودينه . ثم ذكر الله تعالى هؤلاء الثلاثة إبراهيم وابنية إسحاق ويعقوب بن إسحاق ، فقال : { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ } للنبوة والرسالة { بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } [ آية : 46 ] . حدثنا أبو جعفر ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد ، عن ابن جابر أنه سمع عطاء الخراسانى فى قوله : { أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَٱلأَبْصَارِ } قال : القوة فى العبادة والبصر بالدين ، { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } يقول : وجعلناهم أذكر الناس لدار الآخرة يعنى الجنة . { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ } [ آية : 47 ] اختارهم الله على علم للرسالة { وَٱذْكُرْ } صبر { إِسْمَاعِيلَ } هو أشوبل بن هلقانا { وَ } صبر { وَٱلْيَسَعَ وَ } صبر { وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ } [ آية : 48 ] اختارهم الله عز وجل للنبوة ، فاصبر يا محمد على الأذى كما صبر هؤلاء الستة على البلاء . ثم قال : { هَـٰذَا ذِكْرٌ } يعنى هذا بيان الذى ذكر الله من أمر الأنبياء فى هذه السورة { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ } من هذه الأمة فى الآخرة { لَحُسْنَ مَآبٍ } [ آية : 49 ] يعنى مرجع { جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } [ آية : 50 ] . حدثنا أبوجعفر ، قال : حدثنا بن رشيد ، قال : حدثنا جليد ، عن الحسن فى قوله : { مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } قال : أيوب يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، يقال لها : انفتحى ، انقفلى ، تكلم فتفهم وتتكلم . حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : سألت زهير بن محمد عن قوله تعالى : { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } [ مريم : 62 ] ، قال : ليس فى الجنة ليل ، وهم فى نور أبداً ولهم مقدار الليل بإرخاء الحجب ومقدار النهار . { مُتَّكِئِينَ فِيهَا } فى الجنة على السرر { يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ } [ آية : 51 ] .