Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 11-20)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ } وذلك أن كفار قريش قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على الذى أتيتنا به ، ألا تنظر إلى ملة أبيك عبد الله ، وملة جدك عبدالمطلب ، وإلى سادة قومك يعبدون اللات والعزى ومناة ، فتأخذ به ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { قُلْ } يا محمد { إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ } يعنى أن أوحد الله { مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } [ آية : 11 ] يعنى له التوحيد . { وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [ آية : 12 ] يعنى المخلصين بتوحيد الله عز وجل { قُلْ } لهم { إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي } فرجعت إلى ملة آبائى { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [ آية : 13 ] . { قُلِ } لهم يا محمد { ٱللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً } موحداً { لَّهُ دِينِي } [ آية : 14 ] { فَٱعْبُدُواْ } أنتم { مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ } من الآلهة ونزل فيهم أيضاً : { قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ } [ الزمر : 64 ] { قُلْ } يا محمد { إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ } يعنى غبنوا { أَنفُسَهُمْ } فصاروا إلى النار { وَأَهْلِيهِمْ } يعنى وخسروا أهليهم من الأزواج والخدم { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ } يعنى هذا { هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } [ آية : 15 ] يعنى البين حين لم يوحدوا ربهم يعنى وأهليهم فى الدنيا . ثم قال : { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ } يعنى أطباق من النار فتلهب عليهم { وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } يعنى مهاداً من نار { ذَلِكَ } يقول : هذا الذى ذكر من ظل النار { يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ } [ آية : 16 ] يعنى فوحدون . { وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ } يعنى الأوثان ، وهى مؤنثة { أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } يعنى ورجعوا من عبادة الأوثان إلى عبادة الله عز وجل ، فقال تعالى : { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ } يعنى الجنة { فَبَشِّرْ عِبَادِ } [ آية : 17 ] فبشر عبادى بالجنة . ثم نعتهم ، فقال : { ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ } يعنى القرآن { فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } يعنى أحسن ما فى القرآن من طاعة الله عز وجل ، ولا يتبعون المعاصى مثل قوله : { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ } أى من طاعته { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ } لدينه { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمْ أُوْلُو ٱلأَلْبَابِ } [ آية : 18 ] يعنى أهل اللب والعقل حين يستمعون فيتبعون أحسنه من أمره ونهيه ، يعنى أحسن ما فيه من أمره ونهيه ، ولا يتبعون السوء الذى ذكره عن غيرهم . { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ } يعنى وجب عليه { كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ } يعنى يوم قال لإبليس : { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [ هود : 119 ] ، { أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ } [ آية : 19 ] { لَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } وحدوا { رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ } ثم نعت الغرف ، فقال : { مَّبْنِيَّةٌ } فيها تقديم { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } تجرى العيون من تحت الغرف ، يعنى أسفل منها { ٱلأَنْهَارُ وَعْدَ ٱللَّهِ } هذا الخير { لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ ٱلْمِيعَادَ } [ آية : 20 ] ما وعدهم .