Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 21-25)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ } يعنى فجعله عيوناً وركاياً { فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ } بالماء { زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِـيجُ } يعنى يبيس { فَـتَرَاهُ } بعد الخضرة { مُصْفَـرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً } يعنى هالكاً ، نظيرها : { لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ } [ النمل : 18 ] يعنى لا يهلكنكم سليمان هذا مثل ضربه الله فى الدنيا كمثل النبت ، بينما هو أخضر إذ تغير فيبس ، ثم هلك ، فكذلك تهلك الدنيا بعد بهجتها وزينتها { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ } يعنى تفكر { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } [ آية : 21 ] . { أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ } يقول : أفمن وسع الله قلبه للتوحيد { فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ } يعنى على هدى { مِّن رَّبِّهِ } يعنى النبى صلى الله عليه وسلم { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ } يعنى الجافية { قُلُوبُهُمْ } فلم تلن ، يعنى أبا جهل { مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ } يعنى عن توحيد الله { أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [ آية : 22 ] يعنى أبا جهل يقول الله تعالى للنبى صلى الله عليه وسلم : ليس المشرح صدره بتوحيد الله كالقاسى قلبه ليسا بسواء . { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ } يعنى القرآن { كِتَاباً مُّتَشَابِهاً } يشبه بعضه بعضاً { مَّثَانِيَ } يعنى يثنى الأمر فى القرآن مرتين أو ثلاثاً ، أو أكثر من نحو ذكر الأمم الخالية ، ومن نحو ذكر الأنبياء ، ومن نحو ذكر آدم ، عليه السلام ، وإبلس ، ومن نحو ذكر الجنة والنار ، والبعث والحساب ، ومن نحو ذكر النبت والمطر ، ومن نحو ذكر العذاب ، ومن نحو ذكر موسى وفرعون ، ثم قال : { تَقْشَعِرُّ مِنْهُ } يعنى مما فى القرآن من الوعيد { جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ } عذاب { رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } يعنى إلى الجنة وما فيها من الثواب ، ثم قال : { ذَلِكَ } الذى ذكر من القرآن { هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ } يعنى بالقرآن { مَن يَشَآءُ } لدينه { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } عن دينه { فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [ آية : 23 ] ألى دينه يقول : من أضله الله عن الهدى ، فلا أحد يهديه إليه . وقوله تعالى : { أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ } يعنى شدة { ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } يقول : ليس الضال الذى يتقى النار بوجهه كالمهتدى الذى لا تصل النار إلى وجهه ، ليس بسواء ، يقول الكافر يتقى بوجهه شدة العذاب ، وهو فى النار مغلولة يده إلى عنقه ، وفى عنقه حجر ضخم مثل الجبل العظيم من كبريت تشتعل النار فى الحجر ، وهو معلق فى عنقه ، وتشتعل على وجهه فحرها ووهجها على وجهه لا يطيق دفعها عن وجهه من أجل الأغلال التى فى يده وعنقه { وَقِيلَ } وقالت الخزنة : { لِلظَّالِمِينَ ذُوقُواْ } العذاب بـ { مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } [ آية : 24 ] من الكفر والتكذيب . { كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعنى قبل كفار مكة كذبوا رسلهم بالعذاب فى الآخرة بأنه غير نازل بهم { فَأَتَاهُمُ ٱلْعَـذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } [ آية : 25 ] وهم غافلون عنه .