Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 1-5)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ } فى ملكه { ٱلْحَكِيمِ } [ آية : 1 ] فى أمره { إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } يعنى القرآن { بِٱلْحَقِّ } يقول : لم ننزله باطلاً لغير شىء { فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ } يقول : فوحد الله { مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينِ } [ آية : 2 ] يعنى له التوحيد . { أَلاَ لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ } يعنى التوحيد وغيره من الأديان ليس بخالص { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } يعنى كفار العرب { مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } فيها إضمار قالوا : { مَا نَعْبُدُهُمْ } يعنى الآلهة ، نظيرها فى " حم عسق " : { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ } [ الشورى : 6 ] ، وذلك أن كفار العرب عبدوا الملائكة ، وقالوا : ما نعبدهم { إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } يعنى منزلة فيشفعوا لنا إلى الله { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ } من الدين { يَخْتَلِفُونَ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لدينه { مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ } [ آية : 3 ] . { لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } يعنى عيسى ابن مريم { لاَّصْطَفَىٰ } يعنى لاختار { مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } من الملائكة ، فإنها أطيب وأطهر من عيسى ، كقوله فى الأنبياء { لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً } [ الأنبياء : 17 ] يعنى ولداً ، يعنى عيسى { لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ } [ الأنبياء : 17 ] يعنى من عندنا من الملائكة ، ثم نزه نفسه عما قالوا من البهتان ، فقال : { سُبْحَانَهُ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ } لا شريك له { ٱلْقَهَّارُ } [ آية : 4 ] . ثم عظم نفسه ، فقال : { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } لم يخلقهما باطلاً لغير شىء { يُكَوِّرُ } يعنى يسلط { ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَارَ } يعنى يسلط النهار { عَلَى ٱللَّيْلِ } يعنى انتقاص كل واحد منهما من الآخر { وَسَخَّـرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } لبني آدم { كُـلٌّ يَجْرِي } يعنى الشمس والقمر { لأَجَـلٍ مُّسَـمًّى } يعنى ليوم القيامة يدل على نفسه بصنعه ليعرف توحيده ، ثم قال : { أَلا هُوَ ٱلْعَزِيزُ } فى ملكه { ٱلْغَفَّارُ } [ آية : 5 ] لمن تاب إليه .