Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 61-70)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيُنَجِّي ٱللَّهُ } من جنهم { ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ } يعنى بنجاتهم بأعمالهم الحسنة { لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ } يقول : لا يصيبهم العذاب { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [ آية : 61 ] { ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [ آية : 62 ] يقول رب كل شىء من الخلق { لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة { بِـآيَاتِ ٱللَّهِ } يعنى بآيات القرآن { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } [ آية : 63 ] فى العقوبة { قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ } [ آية : 64 ] وذلك أن كفار قريش دعوا النبى صلى الله عليه وسلم إلى دين آبائه فحذر الله عز وجل النبى صلى الله عليه وسلم أن يتبع دينهم فقال : { وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } من الأنبياء { لَئِنْ أَشْرَكْتَ } بعد التوحيد { لَيَحْبَطَنَّ } يعنى ليبطلن { عَمَلُكَ } الحسن إضمار الذى كان { وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } [ آية : 65 ] فى العقوبة . ثم أخبر بتوحيده ، فقال تعالى : { بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ } يقول : فوحد { وَكُن } له { مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ } [ آية : 66 ] فى نعمه فى النبوة والرسالة . قوله تعالى : { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } نزلت فى المشركين ، يقول : وما عظموا الله حق عظمته { وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱلسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } مطويات يوم القيامة بيمنه فيها تقديم فيهما كلاهما فى يمينه يعنى فى قبضته اليمنى ، قال ابن عباس : يقبض على الأرض والسموات جميعاً فما يرى طرفها من قبضته ويده الأخرى يمين { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن شركهم { وَتَعَالَىٰ } وارتفع { عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ آية : 67 ] به . { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } وهو القرن وذلك أن إسرافيل وهو واضع فاه على القرن يشبه البوق ودائرة رأس القرن كعرض السماء والأرض وهوشاخص ببصره نحو العرض ، يؤمر فينفخ فى القرن فإذا نفخ فيه : { فَصَعِقَ } يعنى فمات { مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } من شدة الصوت والفزع من فيها من الحيوان ، ثم استثنى { إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } يعنى جبريل ، وميكائيل ، ثم روح جبريل ، ثم روح إسرافيل ، ثم يأمر ملك الموت ، فيموت ثم يدعهم ، فيما بلغنا أمواتاً أربعين سنة ، ثم يحيى الله عز وجل إسرافيل ، فيأمره أن ينفخ الثانية ، فذلك قوله : { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ } على أرجلهم { يَنظُرُونَ } [ آية : 68 ] إلى البعث الذى كذبوا به ، فذلك قوله تعالى : { يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ المطففين : 6 ] مقدار ثلاث مائة عام { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } يعنى بنور ساقة ، فذلك قوله تعالى : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } [ القلم : 42 ] { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ } الذى عملوا فى أيديهم ليقرءوه { وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ } فشهدوا عليهم بالبلاغ { وَٱلشُّهَدَآءِ } يعنى الحفظة من الملائكة ، فشهدوا عليهم بأعمالهم التى عملوها { وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ } يعنى بالعدل { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [ آية : 69 ] فى أعمالهم . { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ } بر وفاخجر { مَّا عَمِلَتْ } فى الدنيا من خير أو شر { وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ } [ آية : 70 ] يقول الرب تبارك وتعالى : أعلم بأعمالهم من النبيين والحفظة .