Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 51-60)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } يعنى عقوبة ما كسبوا من الشرك { وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } [ آية : 51 ] يعنى وما هم بسابقى الله عز وجل باعمالهم الخبيثة حتى يجزيهم بها ، ثم وعظوا ليعتبروا فى توحيده ، وذلك حين مطروا بعد سبع سنين فقال : { أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ } يعنى يوسع { ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ } يعنى ويقتر على من يشاء { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } يعنى لعلامات { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 52 ] يعنى يصدقون بتوحيد الله عز وجل . { قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } نزلت فى مشركى مكة وذلك أن الله عز وجل أنزل فى الفرقان : { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهَا آخَرَ } [ الآية : 68 ] فقال وحشى ، مولى المطعم بن عدى بن نوفل : إنى قد فعلت هذه الخصال فكيف لى بالتوبة فنزل فيه : { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [ الفرقان : 70 ] فأسلم وحشى ، فقال مشركو مكة قد قبل من وحشى توبته ، وقد نزل فيه ولم ينزل فينا فنزلت فى مشركى مكة : { يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } يعنى بالإسراف : الشرك والقتل والزنا فلا ذنب أعظم إسرافاً من الشرك { لاَ تَقْنَطُواْ } يقول : لا تيأسوا { مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ } لأنهم ظنوا ألا توبة لهم { إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً } يعنى الشرك والقتل والزنا الذى ذكر فى سورة الفرقان { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } [ آية : 53 ] لمن تاب منها ثم دعاهم إلى التوبة . فقال سبحانه : { وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ } يقول : وارجعوا من الذنوب إلى الله { وَأَسْلِمُواْ لَهُ } يعنى وأخلصوا له بالتوحيد ، ثم خوفهم فقال : { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } [ آية : 54 ] يعنى لا تمنعون من العذاب . { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم } من القرآن { مِّن رَّبِّكُـمْ } يعنى ماذكر من الطاعة من الحلال والحرام { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً } يعنى فجأة { وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } [ آية : 55 ] حين يفجؤكم من قبل { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا } يعنى يا ندامتا { عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ } يعنى ما ضيعت { فِي جَنبِ ٱللَّهِ } يعنى فى ذات الله يعنى من ذكر الله { وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ } [ آية : 56 ] يعنى لمن المستهزئين بالقرآن فى الدنيا . { أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَانِي لَكُـنتُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } [ آية : 57 ] { أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً } يعنى رجعة إلى الدنيا { فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آية : 58 ] يقول : فأكون من الموحدين لله عز وجل يقول الله تبارك وتعالى رد عليه { بَلَىٰ قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي } يعنى آيات القرآن { فَكَذَّبْتَ بِهَا } أنها ليست من الله { وَٱسْتَكْبَرْتَ } يعنى وتكبرت عن إيمان بها { وَكُنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 59 ] ثم أخبرم بما لهم فى الآخرة ، فقال سبحانه : { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ } بأن معه شريكاً { وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ } لهذا المكذب بتوحيد الله { فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى } يعنى مأوى { لِّلْمُتَكَبِّرِينَ } [ آية : 60 ] عن التوحيد .