Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 126-130)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق عبيده ، وفى ملكه ، { وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً } [ آية : 126 ] ، يعنى أحاط علمه ، { وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي ٱلنِّسَآءِ } نزلت فى سويد وعرفطة ابنى الحارث ، وعيينة ابن حصن الفزارى ، ذلك أنه لما فرض الله عز وجل لأم كحة وبناتها الميراث انطلق سويد وعرفطة وعيينة بن حصن الفزارى إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : إن المرأة لا تركب فرساً ولا تجاهد ، وليس عند الولدان الصغار منفعة فى شىء ، فأنزل الله عز وجل فيهم : { وَيَسْتَفْتُونَكَ } ، يعنى يسألونك عن النساء ، يعنى سويداً وصاحبيه ، { قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَابِ } ، يعنى ما بين من القسمة فى أول هذه السورة ، قال : ويفتيكم { فِي يَتَامَى ٱلنِّسَآءِ } ، يعنى بنات أم كحة { ٱلَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ } ، يعنى ما فرض لهن من أنصبائهن من الميراث فى أول السورة . ثم قال عز وجل : { وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ } ، يعنى بنات أم كحة ، وكان الرجل يكون فى حجره اليتيمة ولها مال ، ويكون فيها موق ، فيرغب عن تزويجها ، ويمنعها من الأزواج من أجل ما لها رجاء أن تموت فيرثها ، فذلك قوله عز وجل : { وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ } لدمامتهن ، { وَ } يفتيكم فى { وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلْوِلْدَانِ } أن تعطوهم حقوقهم ، وكانوا لا يورثونهم { وَ } يفتيكم { وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَىٰ } فى الميراث { بِٱلْقِسْطِ } ، يعنى بالعدل ، { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ } مما أمرتم به من قسمة المواريث ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً } [ آية : 127 ] فيجزيكم به . { وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ } ، واسمها خويلة بنت محمد بن مسلمة ، { خَافَتْ } ، يعنى علمت { مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً } ، يعنى زوجها ، { أَوْ إِعْرَاضاً } عنها لما بها من العلة إلى الأخرى ، نزلت فى رافع بن خديج الأنصارى وفى امرأته خويلة بنت محمد بن مسلمة الأنصارى ، وذلك أن رافعاً طلقها ثم راجعها وتزوج عليها أشب منها ، وكان يأتى الشابة ما لا يأتى الكبيرة ، يقول : { فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ } الزوج والمرأة الكبيرة { أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً } أن ترضى المرأة الكبير بما له ، على أن يأتى الشابة ما لا يأتى الكبيرة ، يقول : فلا بأس بذلك فى القسمة ، فذلك قوله عز وجل : { وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ } من المفارقة ، { وَأُحْضِرَتِ ٱلأنْفُسُ ٱلشُّحَّ } ، يعنى الحرص على المال ، يعنى الكبيرة يرضيها الزوج من بعض ماله ، فتحرص على المال وتدع نصيبها من زوجها ، { وَإِن تُحْسِنُواْ } الفعل فلا تفارقها ، { وَتَتَّقُواْ } الميل والجور ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } [ آية : 128 ] فى أمرهن من الإحسان والجور . ثم قال عز وجل : { وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ } فى الحب أن يستوى حبهن فى قلوبكم ، { وَلَوْ حَرَصْتُمْ } ، فلا تقدرون على ذلك ، { فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ } إلى التى تحب ، وهى الشابة ، { فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ } ، أى فتأتيها وتذر الأخرى ، يعنى الكبيرة كالمعلقة ، لا أيم ولا ذات بعل ، ولكن اعدلوا فى القسمة ، { وَإِن تُصْلِحُواْ } أمرهن { وَتَتَّقُواْ } الميل والجور ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً } حين ملت إلى الشابة برضى الكبيرة ، { رَّحِيماً } [ آية : 129 ] بك حين رخص لك فى الصلح ، فإن أبت الكبيرة الصلح إلا أن تسوى بينها وبين الشابة أو تطلقها كان ذلك لها . ثم إنه طلقها ، فنزلت : { وَإِن يَتَفَرَّقَا } ، يعنى رافع وخويلة المرأة الكبيرة ، { يُغْنِ ٱللَّهُ كُلاًّ } ، يعنى الزوج والكبيرة ، { مِّن سَعَتِهِ } ، يعنى من فضله الواسع ، { وَكَانَ ٱللَّهُ وَاسِعاً } لهما فى الرزق جميعاً ، { حَكِيماً } [ آية : 130 ] حين حكم فرقتهما .