Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 163-166)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } ، وذلك أن عدى بن زيد وصاحبيه اليهود ، قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : والله ما أوحى الله إليك ولا إلى أحد من بعد موسى ، فكذبهم الله عز وجل ، فقال : { إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } { كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ } ، يعنى من بعد نوح : هود وصالح ، { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ } ، يعنى بنى يعقوب : يوسف وإخوته ، وأوحينا إليهم فى صحف إبراهيم ، ثم قال : { وَ } أوحينا إلى { وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } [ آية : 163 ] ، ليس فيه حد ، ولا حكم ، ولا فريضة ، ولا حلال ، ولا حرام ، خمسين ومائة سورة ، فأخبره الله بهن ليعلموا أنه نبى . فقالت اليهود : ذكر محمد النبيين ولم يبين لنا أمر موسى أكلمه الله أم لم يكلمه ؟ فأنزل الله عز وجل فى قول اليهود : { وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ } ، هؤلاء بمكة فى الأنعام وفى غيرها ؛ لأن هذه مدنية ، { وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً } [ آية : 164 ] ، يعنى مشافهة ، وهو ابن أربعين سنة ليلة النار ، ومرة أخرى حين أعطى التوراة ، { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ } بالجنة ، { وَمُنذِرِينَ } من النار { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ } ، فيقولوا يوم القيامة : لم يأتنا لك رسول ، { وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } [ آية : 165 ] ، حكم إرسال الأنبياء إلى الناس . فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم : " إنكم لتعلمون حق ما أقول ، وإنه لفى التوراة ، فإن تتوبوا وترجعوا يغفر لكم ذنوبكم " ، قالوا : لو كان ما تقول فى التوراة لاتبعناك ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " والله إنكم لتشهدون بما أقول " ، قالوا : ما عندنا بذلك شهادة ، قال الله عز وجل : فإن لم يشهد لك أحد منهم ، فإن الله وملائكته يشهدون بذلك " ، فذلك قوله عز وجل : { لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ } من القرآن ، { أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ يَشْهَدُونَ } بذلك ، { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } [ آية : 166 ] ، يقول : فلا شاهد أفضل من الله بأنه أنزل عليك القرآن .