Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 160-162)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله سبحانه : { فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } ، يعنى اليهود ، { حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ } ، يعنى فى الأنعام ، يعنى اللحوم والشحوم وكل ذى ظفر لهم حلال ، فحرمها الله عز وجل عليهم بعد موسى ، { وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً } [ آية : 160 ] ، فيها إضمار ، يقول : { وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً } ، يعنى دين الإسلام ، وعن محمد صلى الله عليه وسلم ، { وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ } ، وهو محرم بغير حق ، { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ } ، يعنى اليهود { عَذَاباً أَلِيماً } [ آية : 161 ] ، يعنى وجيعاً ، فهذا الظلم الذى ذكره فى هذه الآية . ثم ذكر مؤمنى أهل التوراة ، فقال سبحانه : { لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ } ، وذلك أن عبدالله بن سلام وأصحابه ، قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : إن اليهود لتعلم أن الذى جئت به حق ، وأنك لمكتوب عندهم فى التوراة ، فقالت اليهود : ليس كما تقولون ، وإنهم لا يعلمون شيئاً ، وإنهم ليغرونك ويحدثونك بالباطل ، فقال الله عز وجل : { لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ } ، يعنى المتدارسين علم التوراة ، يعنى ابن سلام وأصحابه ، { مِنْهُمْ } ، يعنى من اليهود ، { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } ، يعنى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من غير أهل الكتاب ، { يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ } من القرآن ، { وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } من الكتب على الأنبياء : التوراة والإنجيل . ثم نعتهم ، فقال سبحانه : { وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلاَةَ وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } ، يعنى المعطون الزكاة ، { وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } أنه واحد لا شريك له ، والبعث الذى فيه جزاء الأعمال ، { أُوْلَـۤئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً } ، يعنى جزاء { عَظِيماً } [ آية : 162 ] .