Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 49-51)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلَمْ تَرَ } ، يعنى ألم تنظر { إِلَى } ، يعنى فعل { ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ } ، يعنى اليهود ، منهم بحرى بن عمرو ، ومرحب بن زيد ، دخلوا بأولادهم إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : أهل لهؤلاء ذنوب ؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " لا " ، فقالوا : والذى تحلف به ما نحن إلا كهيئتهم ، نحن أبناء الله وأحباؤه ، وما من ذنب نعمله بالنهار إلا غفر لنا بالليل ، وما من ذنب نعمله بالليل إلا غفر لنا بالنهار ، فزكوا أنفسهم ، يقول الله عز وجل : { بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ } ، يعنى يصلح من يشاء من عباده ، { وَلاَ يُظْلَمُونَ } ، يعنى ولا ينقصون من أعمالهم { فَتِيلاً } [ آية : 49 ] ، يعنى الأبيض الذى يكون فى شق النواة من الفتيل . يقول الله عز وجل : يا محمد ، { انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ } ، لقولهم : نحن أبناء الله وأحباؤه ، { وَكَفَىٰ بِهِ } ، يعنى بما قالوا ، { إِثْماً مُّبِيناً } [ آية : 50 ] ، يعنى بيناً ، { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ } ، وذلك أن كعب بن الأشرف اليهودى ، وكان عربياً من طيئ ، وحيى بن أخطب ، انطلقا فى ثلاثين من اليهود إلى مكة بعد قتال أُحُد ، فقال أبو سفيان بن حرب : إن أحب الناس إلينا من يعيننا على قتال هذا الرجل ، حتى نفنى أو يفنوا ، فنزل كعب على أبى سفيان ، فأحسن مثواه ، ونزلت اليهود فى دور قريش ، فقال كعب لأبى سفيان : ليجئ منكم ثلاثون رجلاً ، ومنا ثلاثون رجلاً ، فنلصق أكبادنا بالكعبة ، فنعاهد رب هذا البيت ، لنجتهدن على قتال محمد ، ففعلوا ذلك . قال أبو سفيان لكعب بن الأشرف : أنت امرؤ من أهل الكتاب تقرأ الكتاب ، فنحن أهدى أم ما عليه محمد ؟ فقال : إلى ما يدعوكم محمد ؟ قال : إلى أن نعبد الله ولا نشرك به شيئاً ، قال : فأخبرونى ما أمركم ؟ وهو يعلم ما أمرهم ، قالوا : ننحر الكوماء ، ونقرى الضيف ، ونفك العانى ، يعنى الأسير ، ونسقى الحجيج الماء ، ونعمر بيت ربنا ، ونصل أرحامنا ، ونعبد إلهنا ونحن أهل الحرم ، فقال كعب : أنت والله أهدى مما عليه محمد ، فأنزل الله عز وجل : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ } ، يقول : أعطوا حظاً من التوراة ، { يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ } ، يعنى حيى بن أخطب القرظى ، { وَٱلطَّاغُوتِ } ، وكعب بن الأشرف ، { وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة { هَؤُلاءِ أَهْدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً } [ آية : 51 ] ، يعنى طريقاً .