Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 52-55)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ } ، يعنى كعباً وأصحابه ، { وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً } [ آية : 52 ] ، فلما رجع كعب إلى المدينة ، بعث النبى صلى الله عليه وسلم إلى نفر من أصحابه بقتله ، فقتله محمد بن مسلمة الأنصارى ، من بنى حارثة بن الحارث تلك الليلة ، فلما أصبح النبى صلى الله عليه وسلم سار فى المسلمين ، فحاصر أهل النضير حتى أجلاهم من المدينة إلى أذرعات وأريحا من أرض الشام ، { أَمْ لَهُمْ } ، تقول : ألهم ، والميم ها هنا صلة ، فلو كان لهم ، يعنى اليهود ، { نَصِيبٌ } ، يعنى حظاً { مِّنَ ٱلْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ ٱلنَّاسَ نَقِيراً } [ آية : 53 ] ، يعنى لا يعطون الناس من بخلهم وحسدهم وقلة خيرهم ، نقيراً يعنى بالنقير النقرة التى فى ظهر النواة التى ينبت منها النخلة . { أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ } ، يعنى النبى صلى الله عليه وسلم وحده ، { عَلَىٰ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } ، يعنى ما أعطاهم من فضله ، وذلك أن اليهود قالوا : انظروا إلى هذا الذى لا يشبع من الطعام ، ما له هم إلا النساء ، يعنون النبى صلى الله عليه وسلم ، فحسدوه على النبوة وعلى كثرة النساء ، ولو كان نبياً ما رغب فى النساء ، يقول الله عز وجل : { فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ } ، يعنى النبوة ، { وَآتَيْنَاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً } [ آية : 54 ] ، وكان يوسف منهم على مصر ، وداود وسليمان منهم وكان لداود تسعة وتسعون امرأة ، وكان لسليمان ثلاثمائة امرأة حرة ، وسبعمائة سرية ، فكيف تذكرون محمداً فى تسع نسوة ، ولا تذكرون داود وسليمان ، عليهما السلام ، فكان هؤلاء أكثر نساء ، وأكثر ملكاً من محمد صلى الله عليه وسلم . ومحمد أيضاً من آل إبراهيم ، وكان إبراهيم ، ولوطاً ، وإسحاق ، وإسماعيل ، ويعقوب ، عليهم السلام ، يعملون بما فى صحف إبراهيم ، { فَمِنْهُمْ } ، يعنى من آل إبراهيم { مَّنْ آمَنَ بِهِ } ، يقول : صدق بالكتاب الذى جاء به ، { وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ } ، يعنى أعرض عن الإيمان بالكتاب ولم يصدق به ، { وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً } [ آية : 55 ] ، يقول : وكفى بوقودها وعذابها وقوداً لمن كفر بكتاب إبراهيم ، فلا وقود أحر من جهنم لأهل الكفر .