Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 65-68)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } ، وذلك " أن الزبير بن العوام ، رضى الله عنه ، وهو من بنى أسد بن عبد العزى ، وحاطب بن أبى بلتعة العنسى من مذحج ، وهو حليف لبنى أسد بن عبد العزى ، اختصما إلى النبى صلى الله عليه وسلم فى الماء ، وكانت أرض الزبير فوق أرض حاطب ، وجاء السيل ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : للزبير : " اسق ، ثم أرسل الماء إلى جارك " ، فغضب حاطب وقال للنبى صلى الله عليه وسلم : أما إنه ابن عمتك ، فتغير وجه النبى صلى الله عليه وسلم ، ومر حاطب على المقداد بن الأسود الكندى ، فقال : يا أبا لتعة ، لمن كان القضاء ، فقال : قضى لابن عمته ، ولوى شدقه " ، فأنزل الله عز وجل ، فأقسم : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } { حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ } ، يعنى اختلفوا بينهم ، يقول : لا يستحقون الإيمان حتى يرضوا بحكمك فيما اختلفوا فيه من شىء ، { ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ } ، يقول : لا يجدون فى قلوبهم شكاً مما قضيت أنه الحق ، { وَيُسَلِّمُواْ } لقضائك لهم وعليهم { تَسْلِيماً } [ آية : 65 ] . فقالت اليهود : قاتل الله هؤلاء ، ما أسفههم ، يشهدون أن محمداً رسول الله ويبذلون له دماءهم وأموالهم ، ووطئوا عقبه ، ثم يتهمونه فى القضاء ، فوالله لقد أمرنا موسى ، عليه السلام ، فى ذنب واحد ، أتيناه فقتل بعضنا بعضاً ، فبلغت القتلى سبعين ألفاً حتى رضى الله عنا ، وما كان يفعل ذلك غيرنا ، فقال عند ذلك ثابت بن قيس بن شماس الأنصارى : فوالله ، إن الله عز وجل ليعلم أنه لو أمرنا أن نقتل أنفسنا لقتلناها ، فأنزل الله عز وجل فى قول ثابت : { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا } ، يقول : لو أنا فرضنا { عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ } ، فكان من ذلك القليل عمار بن ياسر ، وعبد الله بن مسعود ، وثابت بن قيس ، فقال عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه : والله لو فعل ربنا لفعلنا ، فالحمد لله الذى لم يفعل بنا ذلك ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " والذى نفسى بيده ، للإيمان أثبت فى قلوب المؤمنين من الجبال الرواسى " . ثم قال : { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ } من القرآن ، { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } فى دينهم { وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً } [ آية : 66 ] ، يعنى تصديقاً فى أمر الله عز وجل ، { وَإِذاً لآتَيْنَاهُمْ مِّن لَّدُنَّـآ } ، يعنى من عندنا ، { أَجْراً عَظِيماً } [ آية : 67 ] ، يعنى الجنة ، { وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } [ آية : 68 ] ، " فلما نزلت : { إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ } ، قال النبى صلى الله عليه وسلم : " لعمار بن ياسر ، وعبد الله بن مسعود ، وثابت بن الشماس من أولئك القليل " .