Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 60-64)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ } ، يعنى صدقوا { بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ } من القرآن { وَ } صدقوا بـ { وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } من الكتب على الأنبياء ، وذلك أن بشر المنافق خاصم يهودياً ، فدعاه اليهودى إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، ودعاه المنافق إلى كعب ، ثم إنهما اختصما إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقضى لليهودى على المنافق ، فقال المنافق لليهودى : انطلق أخاصمك إلى عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، فقال اليهودى لعمر ، رضى الله عنه : إنى خاصمته إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فقضى لى ، فلم يرض بقضائه ، فزعم أنه مخاصمنى إليك ، فقال عمر ، رضى الله عنه ، للمنافق : أكذلك ؟ قال : نعم ، أحببت أن أفترق عن حكمك ، فقال عمر ، رضى الله عنه : مكانك حتى أخرج إليكما ، فدخل عمر ، رضى الله عنه ، فأخذ السيف ، واشتمل عليه ، ثم خرج إلى المنافق فضربه حتى برد ، فقال عمر ، رضى الله عنه : هكذا أقضى على من لم يرض بقضاء الله عز وجل وقضاء رسوله صلى الله عليه وسلم . وأتى جبريل ، عليه السلام ، إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، قد قتل عمر الرجل ، وفرق الله بين الحق والباطل ، فسمى عمر ، رضى الله عنه ، الفاروق ، فأنزل الله عز وجل فى بشر المنافق : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } { يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ } ، يعنى كعب بن الأشرف ، وكان يتكهن ، { وَقَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ } ، يعنى أن يتبرأوا من الكهنة ، { وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ } عند الهدى { ضَلاَلاً بَعِيداً } [ آية : 60 ] ، يعنى طويلاً . { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } فى كتابه ، { وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَافِقِينَ } ، يعنى بشراً ، { يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً } [ آية : 61 ] ، يعنى يعرضون عنك يا محمد إعراضاً إلى غيرك ، مخافة أن تحيف عليهم ، { فَكَيْفَ } بهم ، يعنى المنافقين ، { إِذَآ أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ } فى أنفسهم بالقتل ، { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } من المعاصى فى التقديم ، ثم انقطع الكلام ، ثم ذكر الكلام ، فقال عز ذكره : { ثُمَّ جَآءُوكَ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ } نظيرها فى سورة براءة ، { إِنْ أَرَدْنَآ } ببناء مسجد القرار ، { إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً } [ آية : 62 ] ، يعنى إلا الخير والصواب ، وفيهم نزلت : { وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ ٱلْحُسْنَىٰ } يعنى إلا الخير ، { وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [ التوبة : 107 ] فى قولهم الذى حلفوا به . { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَعْلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } من النفاق ، { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ } بلسانك ، { وَقُل لَّهُمْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً } [ آية : 63 ] ، نسختها آية السيف ، { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ أِلاَّ لِيُطَاعَ } ، يعنى إلا لكى يطاع ، { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } ، يقول : لا يطيعه أحد حتى يأذن الله عز وجل له فى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ } بالذنوب ، يعنى حين لم يرضوا بقضائك جاءوك ، { فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ } من ذنوبهم ، { وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } [ آية : 64 ] .