Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 85-88)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً } لأخيه المسلم بخير ، { يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا } ، يعنى حظاً من الأجر من أجل شفاعته ، { وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً } ، وهو الرجل يذكر أخاه بسوء عند رجل فيصيبه عنت منه ، فيأثم المبلغ ، فذلك قوله سبحانه : { يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مَّنْهَا } ، يعنى إثماً من شفاعته ، { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً } [ آية : 85 ] من الحيوان ، عليه قوت كل دابة لمدة رزقها . { وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ } ، نزلت فى نفر بخلوا بالسلام ، فحيوا بأحسن منها ، { أَوْ رُدُّوهَآ } ، يقول : فردوا عليه أحسن مما قال ، قال : فيقول : وعليك ورحمة الله وبركاته ، أو يرد عليه مثل ما سلم عليه ، { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من أمر التحية ، إن رددت عليها أحسن منها أو مثلها ، { حَسِيباً } [ آية : 86 ] ، يعنى شهيداً ، { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } ، نزلت فى قوم شكوا فى البعث ، فأقسم الله عز وجل بنفسه ليبعثهم إلى يوم القيامة ، { لاَ رَيْبَ فِيهِ } ، يعنى لا شك فى البعث ، { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثاً } [ آية : 87 ] ، يقول : فلا أحد أصدق من الله حديثاً إذا حدث ، يعنى فى أمر البعث . { فَمَا لَكُمْ } صرتم { فِي ٱلْمُنَافِقِينَ } نزلت فى تسعة نفر ، منهم : مخرمة بن زيد القرشى ، هاجروا من مكة إلى المدينة ، فقدموا وأرادوا الرجعة ، فقال بعضهم : نخرج كهيئة البداة ، فإذا غفل عنا مضينا إلى مكة ، فجعلوا يتحولون منقلة منقلة ، حتى تباعدوا من المدينة ، ثم إنهم أدلجوا حتى أصبحوا قد قطعوا أرضاً بعيدة ، فلحقوا بمكة ، فكتبوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم : إنَّا على ما فرقناك عليه ، ولكنا اشتقنا إلى بلادنا وإخوتنا بمكة ، ثم إنهم خرجوا تجاراً إلى الشام ، واستبضعهم أهل مكة بضائعهم ، فقالوا لهم : أنتم على دين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فلا بأس عليكم ، فساروا وبلغ المسلمين أمرهم ، فقال بعضهم لبعض : اخرجوا إلى هؤلاء فنقاتلهم ، ونأخذ ما معهم ، فإنهم تركوا دار الهجرة وظاهروا عدونا . وقال آخرون : ما حلت دماؤهم ولا أموالهم ولكنهم فتنوا ، ولعلهم يرجعوا للتوبة ، والنبى صلى الله عليه وسلم ساكت ، فأنزل الله عز وجل يخبر عن تسعة رهط ويعظ المؤمنين ليكون أمرهم جميعاً عليهم فقال الله عز وجل : { فَمَا لَكُمْ } صرتم { فِي ٱلْمُنَافِقِينَ } { فِئَتَيْنِ } تختصمون ، { وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ } ، يعنى أضلهم فردهم إلى الكفر ، { بِمَا كَسَبُوۤاْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } عن الهدى ، { فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } [ آية : 88 ] .