Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 89-91)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أخبر عن التسعة ، فقال سبحانه : { وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً } أنتم وهم على الكفر ، { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، يعنى حتى يهاجروا إلى دار الهجرة بالمدينة ، { فَإِنْ تَوَلَّوْاْ } ، فإن أبوا الهجرة ، { فَخُذُوهُمْ } ، يعنى فأسروهم ، { وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ } ، يعنى أين { وَجَدتُّمُوهُمْ } من الأرض فى الحل والحرم ، { وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } [ آية : 89 ] ، يعنى ولا ناصراً . ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ } ، يعنى التسعة المرتدين ، { إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ } ، يعنى عهد خزاعة وبنى خزيمة ، وفيهم نزلت : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [ التوبة : 4 ] ، وإن وصل هؤلاء التسعة إلى أهل عهدكم وهم خزاعة ، منهم : هلال بن عويمر الأسلمى ، وسراقة بن مالك بن جشم ، وبنو مدلج ، وبنو جذيمة ، وهما حيان من كنانة ، فلا تقتلوا التسعة ؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم صالح هؤلاء على أن من يأتيهم من المسلمين فهو آمن ، يقول : إن وصل هؤلاء وغيرهم إلى أهل عهدكم ، فإن لهم مثل الذى لحلفائهم . ثم قال عزوجل : { أَوْ جَآءُوكُمْ } ، يعنى بن جذيمة ، { حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ } ، يعنى ضيقة قلوبهم ، { أَن يُقَاتِلُونَكُمْ } ، يعنى ضاقت قلوبهم أن يقاتلوكم ، { أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ } من التسعة ، ثم قال : { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ } ، يخوف المؤمنين ، ثم قال : { فَإِنِ ٱعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ } ، يعنى الصلح ، يعنى هلالاً وقومه خزاعة ، { فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً } [ آية : 90 ] فى قتالهم . { سَتَجِدُونَ آخَرِينَ } منهم أسد غطفان ، أتوا النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم : " أجئتم مهاجرين ؟ " ، قالوا : بل جئنا مسلمين ، فإذا رجعوا إلى قومهم ، قالوا : آمنا بالعقرب والخنفساء إذ تعود ، فقال : { سَتَجِدُونَ آخَرِينَ } { يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ } ، يعنى يأمنوا فيكم معشر المؤمنين بأنهم مقرون بالتوحيد ، { وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ } المشركين ؛ لأنهم على دينهم ، { كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ إِلَى ٱلْفِتْنِةِ } ، يعنى كلما دعوا إلى الشرك ، { أُرْكِسُواْ فِيِهَا } ، يقول : عادوا فى الشرك ، { فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ } فى القتال ، { وَيُلْقُوۤاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ } ، يعنى الصلح ، { وَيَكُفُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ } عن قتالكم ، { فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ } ، يعنى أأسروهم واقتلوهم ، { حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ } ، يعنى أدركتموهم من الأرض فى الحل والحرم ، { وَأُوْلَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً } [ آية : 91 ] ، يعنى حجة بينة .