Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 96-100)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ دَرَجَاتٍ مِّنْهُ } ، يعني فضائل من الله فى الجنة سبعين درجة بين كل درجتين مسيرة سبعين سنة ، { وَمَغْفِرَةً } لذنوبهم ، { وَرَحْمَةً وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [ آية : 96 ] ، يعنى أبا لبابة ، وأوس بن حزام ، ووداعة بن ثعلب ، وكعب بن مالك ، وهلال بن أمية ، ومرارة بن ربيعة من بنى عمرو بن عوف ، كلهم من الأنصار ، { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } ، يعنى ملك الموت وحده ، { ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ } ، وذلك أنه كان نفر أسلموا بمكة مع النبى صلى الله عليه وسلم ، منهم الوليد بن الوليد بن المغيرة ، وقيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبو قيس بن الفاطه بن المغيرة ، والوليد بن عقبة بن ربيعة بن عبد شمس ، وعمرو بن أمية ابن سفيان بن أمية بن عبد شمس ، والعلاء بن أمية بن خلف الجمحى . ثم إنهم أقاموا عن الهجرة ، وخرجوا مع المشركين إلى قتال بدر ، فلما رأوا قلة المؤمنين شكوا فى النبى صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : غر هؤلاء دينهم ، وكان بعضهم نافق بمكة . فلما قتل هؤلاء ببدر ، { قَالُواْ } ، أى قالت الملائكة لهم ، وهو ملك الموت وحده : { فِيمَ كُنتُمْ } ؟ يقول : فى أى شىء كنتم ، { قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي ٱلأَرْضِ } ، يعنى كنا مقهورين بأرض مكة لا نطيق أن نظهر الإيمان ، { قَالْوۤاْ } ، أى قالت الملائكة لهم : { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً } من الضيق ، يعنى أرض الله المدينة ، { فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا } ، يعنى إليها ، ثم انقطع الكلام ، فقال عز وجل : { فَأُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً } [ آية : 97 ] ، يعنى وبئس المصير صاروا . ثم استثنى أهل العذر ، فقال سبحانه : { إِلاَّ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَانِ } ، فليس مأواهم جهنم ، { لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً } ، يقول : ليس لهم سعة للخروج إلى المدينة ، { وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } [ آية : 98 ] ، يعنى ولا يعرفون طريقاً إلى المدينة ، { فَأُوْلَـٰئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ } ، والعسى من الله واجب ، { وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوّاً } عنهم { غَفُوراً } [ آية : 99 ] ، فلا يعاقبهم لإقامتهم عن الهجرة فى عذر . فقال ابن عباس ، رضى الله عنه : أنا يومئذ من الولدان ، وأمى من النساء ، فبعث النبى صلى الله عليه وسلم بهذه الآية إلى مسلمى مكة ، فقال جندب بن حمزة الليثى ، ثم الجندعى لبنيه : احملونى فإنى لست من المستضعفين ، وإنى لهاد بالطريق ولو مت لنزلت فى الآية ، وكان شيخاً كبيراً ، فحمله بنوه على سريره متوجهاً إلى المدينة ، فمات بالتنعيم ، فبلغ أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم موته ، فقالوا : لو لحق بنا لأتم الله أجره ، فأراد الله عز وجل أن يعلمهم أنه لا يخيب من التمس رضاه ، فأنزل الله عز وجل : { وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } ، يعنى فى طاعة الله إلى المدينة ، { يَجِدْ فِي ٱلأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً } ، يعنى متحولاً عن الكفر ، { وَسَعَةً } فى الرزق { وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [ آية : 100 ] .