Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 11-15)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ } يعنى كانوا نطفاً فخلقهم فهذه موتة وحياة ، وأماتهم عند آجالهم ، ثم بعثهم فى الآخرة ، فهذه موتة وحياة أخرى ، فهاتان موتتان وحياتان { فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا } بأن البعث حق { فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } [ آية : 11 ] قالوا : فهل لنا كرة إلى الدنيا مثلها فى " حم عسق " . قوله : { ذَلِكُم } المقت فى التقديم إنما كان { بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ } يعنى إذا ذكر الله { وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ } به يعنى بالتوحيد { وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ } يعنى وإن يعدل به تصدقوا ، ثم قال : { فَٱلْحُكْمُ } يعنى القضاء { للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ } يعنى الرفيع فوق خلقه { ٱلْكَبِيرِ } [ آية : 12 ] يعنى العظيم فلا شىء أعظم منه . قوله تعالى : { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ } يعنى السماوات والأرض ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، والرياح ، والسحاب ، والليل ، والنهار ، والفلك فى البحر ، والنبت ، والثمار عاماً بعام { وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً } يعنى المطر { وَمَا يَتَذَكَّرُ } فى هذا الصنع فيوحد الرب تعالى { إِلاَّ مَن يُنِيبُ } [ آية : 13 ] إلا من يرجع . ثم أمر المؤمنين بتوحيده ، فقال عز وجل : { فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ } يعنى موحدين { لَهُ ٱلدِّينَ } يعنى التوحيد { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ } [ آية : 14 ] من أهل مكة ، ثم عظم نفسه عن شركهم ، فقال عز وجل : { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ } يقول : أنا فوق السماوات لأنها ارتفعت من الأرض سبع سماوات { ذُو ٱلْعَرْشِ } يعنى هو عليه ، يعنى على العرش { يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ } يقول : ينزل الوحى من السماء بإذنه { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } من الأنبياء { لِيُنذِرَ } النبيون بما فى القرآن من الوعيد { يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } [ آية : 15 ] يعنى يوم يلتقي الخالق والخلائق .