Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 6-10)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَكَذَلِكَ } يعنى وهكذا عذبتهم ، وكذلك { حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } يقول : وجبت كلمة العذاب من ربك { عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } [ آية : 6 ] حين قال لإبليس : { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ ص : 85 ] . قوله : { ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ } فيها إضمار ، وهم أول من خلق الله تعالى من الملائكة وذلك أن الله تبارك وتعالى قال فى سورة " حم عسق " { وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ } [ الشورى : 5 ] فاختص فى " حم " المؤمن ، من الملائكة حملة العرش { وَمَنْ حَوْلَهُ } يقول : ومن حول العرش من الملائكة ، واختص استغفار الملائكة بالمؤمنين من أهل الأرض ، فقال : { ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } يقول : يذكرون الله بأمره { وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } ويصدقون بالله عز وجل بأنه واحد لا شريك له { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } حين قالوا : { فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ } [ غافر : 7 ] . وقالت الملائكة : { رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ } يعنى ملأت كل شىء من الحيوان فى السماوات والأرض { رَّحْمَةً } يعنى نعمة يتقبلون فيها { وَعِلْماً } يقول : علم من فيهما من الخلق ، وقالوا : { فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ } من الشرك { وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ } يعنى دينك { وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } [ آية : 7 ] . { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ } على ألسنة الرسل { وَ } أدخل معهم الجنة { وَمَن صَـلَحَ } يعنى من وحد الله من الذين آمنوا { مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } من الشرك { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } [ آية : 8 ] . ثم قال : { وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ } يعنى الشرك { وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ } فى الدنيا { يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ } يومئد فى الآخرة { وَذَلِكَ } الذى ذكر من الثواب { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } [ آية : 9 ] . قوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } [ آية : 10 ] وذلك أن الكفار إذا عاينوا النار فى الآخرة ودخلوها مقتوا أنفسهم ، فقالت لهم الملائكة ، وهم خزنة جهنم يومئذ : لمقت الله إياكم فى الدنيا حين دعيتم إلى الإيمان ، يعنى التوحيد فكفرتم أكبر من مقتكم أنفسكم .