Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 66-69)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } وذلك أن كفار مكة من قريش قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على هذا الذى أتيتنا به ألا تنظر إلى ملة أبيك عبدالله ، وجدك عبدالمطلب ، وإلى سادة قومك يعبدون اللات والعزى ومناة ، فتأخذ به ، فما يحملك على ذلك إلا الحاجة ، فنحن نجمع لك من أموالنا ، فأمروه بترك عبادة الله تعالى ، فأنزل الله { قُلْ } يا محمد لكفار مكة : { إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } يعنى تعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الآلهة { لَمَّا جَآءَنِيَ } يعنى حين جاءنى { ٱلْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ } يعنى أخلص التوحيد { لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 66 ] . { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } وذلك أن كفار مكة كذبوا بالبعث ، فأخبرهم الله عن بدء خلقهم ليعتبروا فى البعث ، فقال تعالى : { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } يعنى آدم ، عليه السلام ، { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } يعنى ذريته { ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } يعنى مثل الدم { ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ } يعنى ثمانى عشرة سنة ، فهو فى الأشد ما بين الثمانى عشرة إلى الأربعين سنة { ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً } يعنى لكى تكونوا شيوخاً { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ } أن يكون شيخاً { وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى } يعنى الشيخ والشباب جميعاً { وَلَعَلَّـكُمْ } يعنى ولكى { تَعْقِلُونَ } [ آية : 67 ] يقول : لكى تعقلوا آثار ربكم فى خلقكم بأنه قادر على أن يبعثكم كما خلقكم . ثم قال : { هُوَ } الله { ٱلَّذِي يُحْيِـي } الموتى { وَيُمِيتُ } الأحياء { فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً } كان فى علمه يعنى البعث { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ } [ آية : 68 ] مرة واحدة لا يثنى قوله . { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ } يعنى آيات الله القرآن أنه ليس من الله عز وجل { أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ } [ آية : 69 ] يقول : من أين يعدلون عنه إلى غيره يعنى كفار مكة .