Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 70-77)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخبر عنهم ، فقال تعالى : { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ } يعنى بالقرآن { وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا } يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم أرسل بالتوحيد ، فأوعدهم فى الآخرة . فقال : { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 70 ] هذا وعيد . ثم أخبر عن الوعيد ، فقال : { إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ } [ آية : 71 ] على الوجوه . { فِي ٱلْحَمِيمِ } يعنى حر النار { ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } [ آية : 72 ] يعنى يوقدون ، فصاروا وقودها . { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ } قبل دخول النار ، يعنى تقول لهم الخزنة : { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ } [ آية : 73 ] يعنى تعبدون . { مِن دُونِ ٱللَّهِ } فهل يمنعونكم من النار يعنى الآلهة ، و { قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا } ضلت عنها الآلهة { بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً } يعنى لم نكن نعبد من قبل فى الدينا شيئاً إن الذى كنا نعبد كان باطلاً لم يكن شيئاً ، { كَذَلِكَ } يعنى هكذا { يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 74 ] . { ذَلِكُمْ } السلاسل والأغلال والسحب { بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي ٱلأَرْضِ } يعنى تبطرون من الخيلاء والكبرياء { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } [ آية : 75 ] يعنى تعصون فى الأرض . { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ } السبع { خَالِدِينَ فِيهَا } لا تموتون { فَبِئْسَ مَثْوَى } يعنى فبئس مأوى { ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } [ آية : 76 ] عن الإيمان . { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } ولذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر كفار مكة أن العذاب نازل بهم ، فكذبوه ، فأنزل الله عز وجل يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب ، فقال : { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقُّ } فى العذاب أنه نازل بهم ببدر ، { فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ } فى حياتك { بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } من العذاب فى الدنيا القتل ببدر ، وسائر العذاب بعد الموت نازل بهم ، ثم قال : { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } يا محمد قبل عذابهم فى الدنيا { فَإِلَيْنَا } فى الآخرة { يُرْجَعُونَ } [ آية : 77 ] يعنى يردون فنجزيهم بأعمالهم .