Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 82-85)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ليحذروا ، فيوحدوه ، فقال تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعنى قبل أهل مكة من الأمم الخالية يعنى عاداً ، وثمود ، وقوم لوط ، { كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ } من أهل مكة عدداً { وَأَشَدَّ قُوَّةً } يعنى بطشاً ، { وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } يعنى أعمالاً وملكاً فى الأرض ، فكان عاقبتهم العذاب { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ آية : 82 ] فى الدنيا حين نزل بهم العذاب ، يقول : ما دفع عنهم العذاب أعمالهم الخبيثة . { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } يعنى بخير العذاب أنه نازل بهم { فَرِحُواْ } فى الدنيا يعنى رضوا { بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ } فقالوا : لن نعذب { وَحَاقَ بِهِم } يعنى وجب العذاب لهم بـ { مَّا كَانُواْ بِهِ } بالعذاب { يَسْتَهْزِئُونَ } [ آية : 83 ] أنه غير كائن . يقول تعالى : { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } يعنى عذابنا فى الدنيا { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ } لا شريك له { وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } [ آية : 84 ] . يقول الله عز وجل : { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } يعنى عذابنا فى الدنيا ، يقول : لم يك ينفعهم تصديقهم بالتوحيد حين رأوا عذابنا { سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } بالعذاب فى الذين خلوا من قبل يعنى فى الأمم الخالية إذا عاينوا العذاب لم ينفعهم إيمانهم إلا قوم يونس ، فإنه رفع عنه العذاب { وَخَسِرَ هُنَالِكَ } يقول : غبن عند ذلك { ٱلْكَافِرُونَ } [ آية : 85 ] بتوحيد الله عز وجل ، فاحذروا يا أهل مكة سنة الأمم الخالية ، فلا تكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم . قال مقاتل : فرعون أول من طبخ الآجر ، وبنى به ، وقال : قتل جعفر ذو الجناحين ، وابن رواحة ، وزيد بنحارثة ، بمؤتة قتلهم غسان ، وقتل خالد بن الوليد يوم فتح مكة من بنى جذيمة سبعين رجلاً . قال مقاتل : عاد ، وثمود ابنا عم ، وموسى ، وقارون ابنا عم ، وإلياس ، واليسع ابنا عم ، ويحيى ، وعيسى ابنا خالة . قال مقاتل : أم عبدالمطلب سلمى بنت زيد بن عدى ، من بنى عدى بن النجار ، وأم النبى صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب ، من بنى عبد مناف بن زهرة .