Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 1-8)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حـمۤ } [ آية : 1 ] . { تَنزِيلٌ } حم ، يعني ما حم في اللوح المحفوظ ، يعنى ما قضي من الأمر ، { مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } [ آية : 2 ] ، اسمان رقيقان ، أحدهما أرق من الآخر ، { ٱلرَّحْمَـٰنِ } يعني المسترحم على خلقه ، و { ٱلرَّحِيمِ } ، أرق من الرحمن ، { ٱلرَّحِيمِ } اللطيف بهم . قوله : { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً } ، ليفقهوه ، ولو كان غير عربي ، ما علموه ، فذلك قوله : { لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [ آية : 3 ] ما فيه . ثم قال : القرآن { بَشِيراً } بالجنة ، { وَنَذِيراً } من النار ، { فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ } ، يعني أكثر أهل مكة عن القرآن ، { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } [ آية : 4 ] الإيمان به . { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } ، وذلك " أن أبا جهل بن هشام ، وأبا سفيان بن حرب ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، دخلوا على علي بن أبي طالب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عنده ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قولوا : لا إله إلا الله " ، فشق ذلك عليهم " ، { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ } ، يقولون : عليها الغطاء ، فلا تفقه ما تقول ، { وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ } ، يعني ثقل ، فلا تسمع ما تقول : ثم إن أبا جهل بن هشام جعل ثوبه بينه وبين النبي صلى الله عليه سلم ، ثم قال : يا محمد ، أنت من ذلك الجانب ، ونحن من هذا الجانب ، { وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ } ، يعني ستر ، وهو الثوب الذي رفعه أبو جهل ، { فَٱعْمَلْ } يا محمد لإلهك الذي أرسلك ، { إِنَّنَا عَامِلُونَ } [ آية : 5 ] لآلهتنا التي نعبدها . ثم قال تعالى : { قُلْ } يا محمد لكفار مكة : { إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } لقولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اعمل أنت لإهلك ، ونحن لآلهتنا ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ } بالتوحيد ، { وَٱسْتَغْفِرُوهُ } من الشرك ، ثم أوعدهم إن لم يتوبوا من الشرك ، فقال : { وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } [ آية : 6 ] ، يعني كفار قريش . { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } ، يعني لا يعطون الصدقة ، ولا يطعمون الطعام ، { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ } ، يعني بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، { هُمْ كَافِرُونَ } [ آية : 7 ] بها بأنها غير كائنة . ثم قال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعنى صدقوا بالتوحيد ، { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } من الأعمال { لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [ آية : 8 ] ، يعنى غير منقوص فى الآخرة .