Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 9-15)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ } بالتوحيد ، و { بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } ، يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ، ثم قال : { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً } ، يعني شريكاً ، { ذَلِكَ } الذي خلق الأرض في يومين هو { رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 9 ] ، يعني الناس أجمعين . ثم قال : { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا } ، يعني جعل الجبل من فوق الأرض أوتاداً للأرض ؛ لئلا تزول بمن عليها ، { وَبَارَكَ فِيهَا } ، يعني في الأرض ، والبركة الزرع والثمار والنبت وغيره ، ثم قال : { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } ، يقول : وقسم في الأرض أرزاق العباد والبهائم ، { سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ } [ آية : 10 ] ، يعني عدلاً لمن يسأل الرزق من السائلين . { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ } ، قبل ذلك ، { فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً } عبادتي ومعرفتي ، يعني أعطيا الطاعة طيعاً ، { أَوْ كَرْهاً } ، وذلك أن الله تعالى حين خلقهما عرض عليهما الطاعة بالشهوات واللذات ، على الثواب والعقاب ، فأبين أن يحملنها من المخافة ، فقال لهما الرب : ائتيا المعرفة لربكما والذكر له ، على غير ثواب ولا عقاب ، طوعاً أو كرهاً ، { قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } [ آية : 11 ] ، يعني أعطيناه طائعين . { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } ، يقول : فخلق السموات السبع ، { فِي يَوْمَيْنِ } ، الأحد والاثنين ، { وَأَوْحَىٰ } ، يقول : وأمر { فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا } الذي أراده ، قال : { وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا } ، يقول لأنها أدنى السموات من الأرض ، { بِمَصَابِيحَ } ، يعني الكواكب ، { وَحِفْظاً } بالكواكب ، يعني ما يرمي الشياطين بالشهاب ؛ لئلا يستمعوا إلى السماء ، يقول : { ذَلِكَ } الذي ذكر من صنعه في هذه الآية ، { تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ } في ملكه ، { ٱلْعَلِيمِ } [ آية : 12 ] بخلقه . { فَإِنْ أَعْرَضُواْ } عن الإيمان ، يعني التوحيد ، { فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً } في الدنيا ، { مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } [ آية : 13 ] ، يقول : مثل عذاب عاد وثمود ، وإنما خص عاداً وثمود من بين الأمم ؛ لأن كفار مكة قد عاينوا هلاكهم باليمن والحجر . قال مقاتل : كل من يموت من عذاب ، أو سقم ، أو قتل ، فهو مصعوق . ثم قال : { إِذْ جَآءَتْهُمُ ٱلرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } ، يعني من قبلهم ومن بعدهم ، فقالوا لقومهم : { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ } ، يقول : وحدوا الله ، { قَالُواْ } للرسل : { لَوْ شَآءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً } ، فكانوا إلينا رسلاً ، { فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ } ، يعني بالتوحيد ، { كَافِرُونَ } [ آية : 14 ] لا نؤمن به . { فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ } ، يعني فتكبروا عن الإيمان وعملوا { فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } ، فخوفهم هود العذاب ، { وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } ، يعني بطشاً ، قال : كان الرجل منهم ينزع الصخرة من الجبل لشدته ، وكان طوله اثنا عشر ذراعاً ، ويقال : ثمانية عشر ذراعاً ، وكانوا باليمن في حضرموت ، { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } ، يقول : أو لم يعلموا { أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } ، يعني بطشاً ، { وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا } ، يعني بالعذاب ، { يَجْحَدُونَ } [ آية : 15 ] أنه لا ينزل بهم ، فأرسل الله عليهم الريح فأهلكتهم .