Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 31-38)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تقول الحفظة يومئذ للمؤمنين : { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ، ونحن أولياؤكم اليوم { وَفِي ٱلآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا } ، يعني في الجنة ، { مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } [ آية : 31 ] ، يعني ما تتمنون . هذا الذي أعطاكم الله كان { نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } [ آية : 32 ] . قوله : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ } ، يعني التوحيد ، { وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [ آية : 33 ] ، يعني المخلصين ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : { وَلاَ تَسْتَوِي ٱلْحَسَنَةُ وَلاَ ٱلسَّيِّئَةُ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ، وذلك أن أبا جهل كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي مبغضاً له ، يكره رؤيته ، فأمر بالعفو والصفح ، يقول : إذا فعلت ذلك ، { فَإِذَا ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ } ، يعني أبا جهل ، { كَأَنَّهُ وَلِيٌّ } لك في الدين ، { حَمِيمٌ } [ آية : 34 ] لك في النسب ، الشفيق عليك . ثم أخبر نبيه ، عليه السلام : { وَمَا يُلَقَّاهَا } ، يعني لا يؤتاها ، يعني الأعمال الصالحة ، العفو والصفح ، { إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } على كظم الغيظ ، { وَمَا يُلَقَّاهَآ } ، يعني لا يؤتاها ، { إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [ آية : 35 ] نصيباً وافراً في الجنة ، فأمره الله بالصبر ، والاستعاذة من الشيطان في أمر أبي جهل . { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ } ، يعني يفتننك في أمر أبي جهل والرد عنه ، { مِنَ ٱلشَّيْطَانِ نَزْغٌ } ، يعني فتنة ، { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } بالاستعاذة ، { ٱلْعَلِيمُ } [ آية : 36 ] بها ، نظيرها في حم المؤمن : { إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ } [ غافر : 56 ] ، وفي الأعراف أمر أبي جهل . { وَمِنْ آيَاتِهِ } أن يعرف التوحيد بصنعه ، وإن لم تروه ، { ٱللَّيْلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ } ، يعني الذي خلق هؤلاء الآيات ، { إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [ آية : 37 ] ، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يومئذ ، فقال كفار مكة عند ذلك : بل نسجد للات ، والعزى ، ومناة . يقول الله تعالى : { فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ } عن السجود لله ، { فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ } من الملائكة ، { يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ } [ آية : 38 ] ، يعني لا يملون من الذكر له والعبادة ، وليست لهم فترة ولا شآمة .