Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 25-30)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال : { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ } في الدنيا { قُرَنَآءَ } من الشياطين ، يقول : وهيأنا لهم قرناء في الدنيا ، { فَزَيَّنُواْ لَهُم } ، يقول : فحسنوا لهم ، كقوله : { كَذٰلِكَ زُيِّنَ } [ يونس : 12 ] ، يقول : حسن { مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } ، يعني من أمر الآخرة ، وزينوا لهم التكذيب بالبعث والحساب والثواب والعقاب أن ذلك ليس بكائن ، { وَ } زينوا لهم { وَمَا خَلْفَهُمْ } من الدنيا ، فحسنوه في أعينهم ، وحببوها إليهم حتى لا يعلموا خيراً ، { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } ، يعني وجب عليهم العذاب ، { فِيۤ أُمَمٍ } ، يعني مع أمم ، { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ } ، يعني من قبل كفار مكة ، { مِّنَ } كفار { ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ } من الأمم الخالية ، { إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } [ آية : 25 ] . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، يعني الكفار ، { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ } [ آية : … ] ـ ، إلى ثلاث آيات ، وهذا قول أبى جهل ، وأبي سفيان لكفار قريش ، قالوا لهم : إذا سمعتم القرآن من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فارفعوا أصواتكم بالأشعار والكلام في وجوههم ، حتى تلبسوا عليهم قولهم فيسكتون ، فذلك قوله : { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } بالأشعار والكلام ، { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [ آية : 26 ] ، يعني لكي تغلبونهم فيسكتون . فأخبر الله تعالى بمستقرهم في الآخرة ، فقال : { فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً } ، يعني أبا جهل وأصحابه ، { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ آية : 27 ] من الشرك . { ذَلِكَ } العذاب { جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُ } ، يعني أبا جهل وأصحابه ، { لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ } لا يموتون ، { جَزَآءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا } ، يعني بآيات القرآن ، { يَجْحَدُون } [ آية : 28 ] أنه ليس من الله تعالى ، وقد عرفوا أن محمداً صلى الله عليه وسلم صادق في قوله ، ونزل في أبي جهل بن هشام ، وأبي بن خلف : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ … } [ فصلت : 40 ] الآية . { وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ } ؛ لأنهما أول من أقاما على المعصية من الجن إبليس ، ومن الإنس ابن آدم قاتل هابيل رأس الخطيئة ، { نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا } ، يعني من أسفل منا في النار ، { لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } [ آية : 29 ] في النار . ثم أخبر عن المؤمنين ، فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ } ، فعرفوه ، { ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } على المعرفة ، ولم يرتدوا عنها ، { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } في الآخرة من السماء ، وهم الحفظة ، { أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } [ آية : 30 ] وذلك أن المؤمن إذا خرج من قبره ، فينفض رأسه ، وملكه قائم على رأسه يسلم عليه ، فيقول الملك للمؤمن : أتعرفنى ؟ فيقول : لا ، فيقول : أنا الذي كنت أكتب عملك الصالح ، فلا تخف ولا تحزن ، وأبشر بالجنة التي كنت توعد ، وذلك أن الله وعدهم على ألسنة الرسل في الدنيا الجنة .