Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 1-10)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حـمۤ } [ آية : 1 ] : { عۤسۤقۤ } [ آية : 2 ] فى أمر العذاب يا محمد ، فيها تقديم ، إليك وإلى الأنبياء من قبلك . فمن ثم قال : { كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ } يا محمد ، { وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } من الأنبياء أنه نازل بقومهم إذا كذبوا الرسل ، ثم عظم نفسه فقال له : يا محمد ، إنما ذلك بوحى { ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ } فى ملكه ، { ٱلْحَكِيمُ } [ آية : 3 ] فى أمره . { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ } ، يعني الرفيع فوق خلقه ، { ٱلعَظِيمُ } [ آية : 4 ] ، فلا أكبر منه . { تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ } ، يعنى يتشققن من عظمة الرب الذى هو فوقهن ، ثم قال : { وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } ، يعنى يصلون بأمر ربهم ، { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ } ، ثم بين فى حم المؤمن ، أى الملائكة هم ، فقال : { ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ } [ غافر : 7 ] ، ثم بين لمن يستغفرون ، فقال : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } [ غافر : 7 ] ، يعنى المؤمنين ، فصارت هذه الآية منسوخة ، نسختها الآية التى فى حم المؤمن ، ثم قال : { أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ } لذنوبهم ، { ٱلرَّحِيمُ } [ آية : 5 ] بهم . قوله : { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } ، يعبدونها من دون الله ، { ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ } ، يعنى رقيب عليهم ، { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم } يا محمد ، { بِوَكِيلٍ } [ آية : 6 ] ، يعنى بمسيطر . { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً } ليفقهوا ما فيه ، { لِّتُنذِرَ } ، يعنى ولكى تنذر بالقرآن يا محمد { أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } ، وهى مكة ، وإنما سميت أم القرى ؛ لأن الأرض كلها دحيت من تحت الكعبة ، قال : { وَ } لتنذر يا محمد بالقرآن { وَمَنْ حَوْلَهَا } ، يعنى حول مكة من القرى ، يعنى قرى الأرض كلها ، { وَ } لكى { وَتُنذِرَ } بالقرآن { يَوْمَ ٱلْجَمْعِ } ، يعنى جمع أهل السموات ، وجمع أهل الأرض ، { لاَ رَيْبَ فِيهِ } ، يعنى لاشك فيه فى البعث أنه كائن ، ثم بعد الجمع يتفرقون ، { فَرِيقٌ فِي ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ٱلسَّعِيرِ } [ آية : 7 ] ، يعنى الوقود ، ثم لا يجتمعون أبداً . قال : { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمْ } ، يعنى كفار مكة ، { أُمَّةً وَاحِدَةً } ، يعنى على ملة الإسلام وحدها ، { وَلَـٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ } ، يعنى فى دينه الإسلام ، { وَٱلظَّالِمُونَ } ، يعنى مشركى مكة ، { مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ } ، يعنى من قريب ينفعهم فى الآخرة ، { وَلاَ نَصِيرٍ } [ آية : 8 ] ، يعنى ولا مانع يمنعهم من العذاب ، عذاب النار . قوله : { أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ } من الملائكة { أَوْلِيَآءَ } ، يعنى آلهة ، وهم خزاعة وغيرهم يعبدونها ، { فَٱللَّهُ هُوَ ٱلْوَلِيُّ } ، يعنى الرب ، { وَهُوَ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } فى الآخرة ، { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من البعث وغيره ، { قَدِيرٌ } [ آية : 9 ] . قوله : { وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ٱللَّهِ } ، وذلك أن أهل مكة كفر بعضهم بالقرآن ، وآمن بعضهم ، فقال الله تعالى : إن الذى اختلفتم فيه ، فإنى أرد قضاءه إلىَّ ، وأنا أحكم فيه ، ثم دل على نفسه بصنعه ، فقال : { ذَلِكُمُ ٱللَّهُ } ، الذى يحيى الموتى ، ويميت الأحياء هو أحياكم ، وهو الله { رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } ، يعنى به أثق ، { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [ آية : 10 ] ، يقول : إليه أرجع .