Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 11-13)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَاطِرُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ، يعنى خالق السموات والأرض ، { جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } ، يقول : جعل بعضكم من بعض أزواجاً ، يعنى الحلائل لتسكنوا إليهن ، { وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً } ، يعنى ذكوراً وإناثاً ، { يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ } ، يقول : يعيشكم فيه فيما جعل من الذكور والإناث من الأنعام ، ثم عظم نفسه ، فقال : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } فى القدرة ، { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لقول كفار مكة ، { ٱلْبَصِيرُ } [ آية : 11 ] بما خلق . { لَهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَاوَاتِ } ، يعنى مفاتيح بلغة النبط ، { مَقَالِيدُ ٱلسَّمَاوَاتِ } ، المطر ، { وَٱلأَرْضِ } ، يعنى النبات ، { يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ } ، يقول : يوسع الرزق على من يشاء من عباده ويقتر على من يشاء ، { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ } من البسط والقتر ، { عَلِيمٌ } [ آية : 12 ] . قوله : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ } ، يقول : بين لكم ، ويقال : سن لكم آثار الإسلام ، والمن هاهنا صلة ، كـ { مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } ، فيه تقديم ، { وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ } ، يعنى التوحيد ، { وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ } يقول : عظم على مشركى مكة ، { مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } يا محمد ؛ لقولهم : { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } [ ص : 5 ] ، يعنى التوحيد ، ثم أختص أولياءه فقال : { ٱللَّهُ يَجْتَبِيۤ إِلَيْهِ } ، يقول : يستخلص لدينه ، { مَن يَشَآءُ وَ } هو { وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ } إلى دينه ، { مَن يُنِيبُ } [ آية : 13 ] ، يعنى من يراجع التوبة .