Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 50-53)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ } ، يقول : وإن يشأ نصفهم ، { ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً } ، يعنى يولد له مرة بنين وبنات ، ذكوراً وإناثاً ، فنجعلهم له ، { وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً } ، لا يولد له ، { إِنَّهُ عَلِيمٌ } بخلقه ، { قَدِيرٌ } [ آية : 50 ] فى أمر الولد والعقم وغيره . قوله : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً } ، وذلك أن اليهود قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت صادقاً ، كما كلمه موسى ونظر إليه ، فإنا لن نؤمن لك حتى يعمل الله ذلك بك ، فقال الله لهم : لم أفعل ذلك بموسى ، وأنزل الله تعالى : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ } ، يقول : ليس لنبى من الأنبياء أن يكلمه الله { إِلاَّ وَحْياً } ، فيسمع الصوت فيفقه ، { أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } ، كما كان بينه وبين موسى ، { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ } ، يقول : أو يأتيه منى بوحى ، يقول : أو يأمره فيوحى ، { مَا يَشَآءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ } ، يعنى رفيع فوق خلقه ، { حَكِيمٌ } [ آية : 51 ] فى أمره . فقالوا للنبى : من أول المرسلين ؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " " أول المرسلين آدم ، عليه السلام " ، فقالوا : كم المرسلين ؟ قال : " ثلاثمائة وخمسة عشر جماء الغفير " " ، ومن الأنبياء من يسمع الصوت فيفقه ، ومن الأنبياء من يوحى إليه فى المنام ، وإن جبريل ليأتى النبى صلى الله عليه وسلم كما يأتى الرجل صاحبه فى ثباب البياض مكفوفة بالدر والياقوت ، ورخلاه مغموستان فى الخضرة . قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ } ، يعنى وهكذا ، { أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } ، يعنى الوحى بأمرنا ، كما أوحينا إلى الأنبياء من قبلك حين ذكر الأنبياء من قبله ، فقال : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً } ، إلى آخر الآية . قوله : { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ } يا محمد قبل الوحى ، ما الكتاب ، { وَلاَ ٱلإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ } ، يعنى القرآن ، { نُوراً } ، يعنى ضياء من العمى ، { نَّهْدِي بِهِ } ، يعنى بالقرآن من الضلالة إلى الهدى ، { مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ آية : 52 ] ، يعنى إنك لتدعوا إلى دين مستقيم ، يعنى الإسلام . { صِرَاطِ ٱللَّهِ } ، يقول : دين الله ، { ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } ، خلقه وعبيده ، وفى قبضته ، { أَلاَ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلأُمُورُ } [ آية : 53 ] ، يعنى أمور الخلائق فى الآخرة تصير إليه ، فيجزيهم بأعمالهم ، والله غفور لذنوب العباد ، رحيم بهم . قال مقاتل : سيد الملائكة إسرافيل ، وهو صاحب الصور ، وسيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، وسيد الشهداء هابيل بن آدم ، وسيد المؤذنين بلال بن رباح ، وسيد الشهور شهر رمضان ، وسيد الأيام يوم الجمعة ، وسيد السباع الأسد ، وسيد الطير النسر ، وسيد الأنعام الثور ، وسيد الوحش الأيل ، وسيد البلاد مكة ، وسيد البقاع بكة ، وسيد البيوت الكعبة ، وسيد البحور بحر موسى ، وسيد الجبال طور سيناء ، وسيد المجالس ما استقبل به القبلة ، وسيد الصلاة صلاة المغرب .