Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 44-49)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } عن الهدى ، { فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ } ، يقول : ومن يضلل الله عن الهدى ، فما له من قريب يهديه إلى دينه ، { مِّن بَعْدِهِ } ، مثلها فى الجاثية ، قال : { وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ } ، يعنى المشركين ، { لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } فى الآخرة ، { يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } [ آية : 44 ] ، يقول : هل إلى الرجعة إلى الدنيا من سبيل . { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } ، يعنى على النار واقفين عليها ، { خَاشِعِينَ } ، يعنى خاضعين ، { مِنَ ٱلذُّلِّ } الذى نزل بهم ، { يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } ، يعنى يستخفون بالنظر إليها يسارقون النظر ، { وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } ، يعنى النبى صلى الله عليه وسلم وحده ، وقالها فى الزمر ، { إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } ، يعنى غبنوا أنفسهم ، فصاروا إلى النار ، { وَ } خسروا { وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } ، يقول : وغبنوا أهليهم فى الجنة ، فصاروا لغيرهم ، ولو دخلوا الجنة أصابوا الأهل ، فلما دخلوا النار حرموا فصار مافى الجنة والأهلين لغيرهم ، { أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } ، يعنى المشركين ، { فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } [ آية : 45 ] ، يعنى دائم لا يزول عنهم ، مثلها فى الروم . { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ } ، يقول : وما كان لهم من أقرباء يمنعونهم من الله ، { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } عن الهدى ، { فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } [ آية : 46 ] إلى الهدى . قوله : { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ } بالإيمان ، يعنى التوحيد ، { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ } ، يعنى لا رجعة لهم ، إذا جاء يوم القيامة لا يقدر أحد على دفعه ، { مِنَ ٱللَّهِ } ، ثم أخبر عنهم يومئذ ، فقال : { مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ } ، يعنى حرزاً يحرزكم من العذاب ، { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } [ آية : 47 ] من العذاب . { فَإِنْ أَعْرَضُواْ } عن الهدى ، { فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } ، يعنى رقيباً ، { إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } يا محمد ، { وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ } ، يقول : إذا مسسنا ، وفى قراءة ابن مسعود : وإنا إذا أذقنا الناس منا رحمة فرحوا بها ، يعنى المطر ، { مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } ، يعنى كفار مكة ، يعنى قحط فى المطر ، { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } من الكفر ، { فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ } [ آية : 48 ] ، فيها تقديم ، لنعم ربه فى كشف الضر عنه ، يعنى الجوع وقحط المطر ، نظيرها فى الروم . ثم عظم نفسه ، فقال : { لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } فى الرحم ، { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً } ، يعنى البنات ، { وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } [ آية : 49 ] ، يعنى البنين ، ليس فيهم انثى .