Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 11-20)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ } ، وهو المطر ، { فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً } ، يقول : فأحيينا به ، يعني بالماء بلدة ميتاً لا نبت فيها ، فلما أصابها الماء أنبتت ، { كَذَلِكَ } ، يقول : هكذا { تُخْرَجُونَ } [ آية : 11 ] من الأرض بالماء كما يخرج النبت . ثم قال : { وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا } ، يعني الأصناف كلها ، { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ } ، يعني السفن ، { وَ } من { وَٱلأَنْعَامِ } يعني الإبل والبقر ، { مَا تَرْكَبُونَ } [ آية : 12 ] ، يعني الذي تركبون . { لِتَسْتَوُواْ } ، يعني لكي تستووا ، { عَلَىٰ ظُهُورِهِ } ، يعني ذكوراً وإناثاً من الإبل ، { ثُمَّ } قال : لكي { تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ } ، على ظهورها ، يعني يقولون الحمد لله ، { وَ } لكي { وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا } ، يعني ذلل لنا هذا المركب ، { وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } [ آية : 13 ] ، يعني مطيقين . { وَ } لكي تقولوا : { وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } [ آية : 14 ] ، يعني لراجعون . قوله : { وَجَعَلُواْ لَهُ } ، يقول : وصفوا له { مِنْ عِبَادِهِ } من الملائكة ، { جُزْءًا } ، يعني عدلاً ، هو الولد ، فقالوا : إن الملائكة بنات الله تعالى ، يقول الله : { إِنَّ ٱلإنسَانَ } في قوله { لَكَفُورٌ مُّبِينٌ } [ آية : 15 ] ، يقول : بين الكفر . يقول الله تعالى رداً عليهم : { أَمِ } يقول : { ٱتَّخَذَ } الرب لنفسه { مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ } ، فيها تقديم واستفهام اتخذ مما يخلق من { مَن يُنَشَّأُ فِي ٱلْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } [ الزخرف : 18 ] بنات ؟ { وَأَصْفَاكُم بِٱلْبَنِينَ } [ آية : 16 ] ، يقول : واختصكم بالبنين . ثم أخبر عنهم في التقديم ، فقال : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـٰنِ مَثَلاً } ، يعني شبهاً ، والمثل زعموا أن الملائكة بنات الله تعالى ، { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ } [ النحل : 58 ] ، { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } ، يعني متغيراً ، { وَهُوَ كَظِيمٌ } [ آية : 17 ] ، يعني مكروب . { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ٱلْحِلْيَةِ } ، يعني ينبت في الزينة ، يعني الحلي مع النساء ، يعني البنات ، { وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } [ آية : 18 ] ، يقول : هذا الولد الأثنى ضعيف قليل الحيلة ، وهو عند الخصومة والمحاربة غير بين ضعيف عنها . ثم أخبر عنهم ، فقال : { وَجَعَلُواْ } ، يقول : ووصفوا { ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً } ؛ لقولهم : إن الملائكة بنات الله ، يقول الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : { أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } ؟ فسئلوا ، فقالوا : لا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فما يدريكم أنها إناث " ؟ ، قالوا : سمعنا من آبائنا ، وشهدوا أنهم لم يكذبوا ، وأنهم إناث ، قال الله تعالى : { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ } بأن الملائكة بنات الله في الدنيا ، { وَيُسْأَلُونَ } [ آية : 19 ] عنهما في الآخرة حين شهدوا أن الملائكة بنات الله . { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ } ، يعني الملائكة ، يقول الله تعالى : { مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } ، يقول : ما يقولون إلا الكذب إن الملائكة إناث ، { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } [ آية : 20 ] يكذبون .