Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 32-38)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ } ، يقول : أبأيديهم مفاتيح الرسالة فيضعونها حيث شاءوا ، ولكنها بيدى أختار من أشاء من عبادي للرسالة ، ثم قال : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ، يقول : لم نعط الوليد وأبا مسعود الذي أعطيناهما من الغنى لكرامتها على الله ، ولكنه قسم من الله بينهم ، ثم قال : { وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } ، يعني فضائل في الغنى ، { لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم } ، يعني الأحرار ، { بَعْضاً } ، يعني الخدم ، { سُخْرِيّاً } ، يعني العبيد والخدم سخره الله لهم ، { وَرَحْمَةُ رَبِّكَ } ، يعني الجنة ، { خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } [ آية : 32 ] ، يعني الأموال ، يعني الكفار . ثم ذكرهم هوان الدنيا عليه ، فقال : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا } ، يعني ملة واحدة ، يعني على الكفر ، يقول : لولا أن ترغب الناس في الكفر ، وإذا رأوا الكفار في سعة من الخير والرزق ، { لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } ، لهوان الدنيا عليه ، { لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ } ، يعني بالسقف سماء البيت ، { وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } [ آية : 33 ] ، يقول : درجاً على ظهور بيوتهم يرتقون . { وَ } لجعلنا { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً } من فضة ، { وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } [ آية : 34 ] ، يعني ينامون . { وَزُخْرُفاً } ، يقول : وجعلنا كل شيء لهم من ذهب ، { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ } ، يقول : وما كل الذي ذكر ، { لَمَّا } إلا { مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } يتمتعون فيها قليلاً ، { وَٱلآخِرَةُ } ، يعني دار الجنة ، { عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } [ آية : 35 ] خاصة لهم . قوله : { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ } ، يقول : ومن يعم بصره عن ذكر { ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [ آية : 36 ] في الدنيا ، يقول : صاحب يزين لهم الغي . { وَإِنَّهُمْ } ، وإن الشياطين ، { لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } ، يعني سبيل الهدى ، { وَيَحْسَبُونَ } ، ويحسب بنو آدم ، { أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } [ آية : 37 ] يعني على هدى . { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا } ابن آدم وقرينه في الآخرة جعلا في سلسلة واحدة ، { قَالَ } ابن آدم لقرينه ، يعني شيطانه : { يٰلَيْتَ } ، يتمنى ، { بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ } ، يعني ما بين مشرق الصيف إلى مشرق الشتاء ، أطول يوم في السنة ، وأقصر يوم في السنة ، { فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ } [ آية : 38 ] ، يقول : فبئس الصاحب معه في النار في سلسلة واحدة .