Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 56-60)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً } ، يعني مضوا في العذاب { وَمَثَلاً لِّلآخِرِينَ } [ آية : 56 ] ، يعنىعبرة لمن بعدهم . قوله : { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً } ، والمثل حين زعموا أن الملائكة بنات الله ، وذلك " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً ، وفي المسجد العاص بن وائل السهمي ، والحارث وعدي ابنا قيس ، كلهم من قريش ، من بني سهم ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } " [ الأنبياء : 98 ] ، إلى آيتين ، ثم خرج إلى باب الصفا ، فخاض المشركون في ذلك ، فدخل عبدالله بن الزبعرى السهمي ، فقال : تخوضون في ذكر الآلهة ، فذكروا له ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم ولآلهتهم ، فقال عبدالله بن الزبعري : يا محمد ، أخاصة لنا ولآلهتنا ، أم لنا ولآلهتنا ولجميع الأمم وآلهتهم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " بل هي لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم ولآلهتهم . فقال عبدالله : خصمتك ورب الكعبة ، ألست تزعم أن عيسى ابن مريم نبي ، وتثنى عليه وعلى أمه خيراً ، وقد علمت أن النصارى يعبدونهما ، وعزير يعبد ، والملائكة تعبد ، فإن كان هؤلاء في النار ، فقد رضينا أن نكون معهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا " ، فقال عبدالله : أليس قد زعمت أنها لنا ولآلهتنا ولجميع الأمم وآلهتهم ؟ خصمتك ورب الكعبة ، فضجوا من ذلك " ، فأنزل الله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } [ الأنبياء : 101 ] ، يعني الملائكة ، وعزير ، وعيسى ، ومريم ، { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } [ الأنبياء : 101 ] ، وأنزل : { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً } { إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } [ آية : 57 ] ، يعني يضجون تعجباً لذكر عيسى ، عليه السلام ، عبدالله بن الزبعرى وأصحابه هم هؤلاء النفر . { وَقَالُوۤاْ أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } ، يعني عيسى ، وقالوا : ليس آلهتنا إن عذبت خيراً من عيسى بأنه يعبد ، يقول الله تعالى : بل هو { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاَ } ، يقول : ماذكروا لك عيسى إلا ليجادلونك به ، { بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } [ آية : 58 ] . { إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ } ، يعني عيسى ، عليه السلام ، يقول : ما هو إلا عبد ، { أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } بالنبوة ، { وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } [ آية : 59 ] ، يقول الله تعالى : حين ولد من غير آب ، يعني آية وعبرة ليعتبروا . قوله : { وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً فِي ٱلأَرْضِ يَخْلُفُونَ } [ آية : 60 ] مكانكم ، فكانوا خلفاً منكم .