Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 61-67)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

رجع في التقديم إلى عيسى ، فقال : { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ } ، يقول : نزوله من السماء علامة للساعة ، ينزل على ثنيه أفيق ، وهو جبل ببيت المقدس ، يقال له : أفيق : عليه ممصرتان ، دهين الرأس ، معه حربة ، يقتل بها الدجال ، يقول : نزول عيسى من السماء علامة للساعة ، { فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا } ، يقول : لا تشكوا في الساعة ، ولا في القيامة أنها كائنة ، قوله : { وَٱتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } [ آية : 61 ] . ثم قال : { وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ } عن الهدى ، { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [ آية : 62 ] ، يعني بين . { وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ } ، يعني بنى إسرائيل ، { بِٱلْبَيِّنَاتِ } ، يعني الإنجيل ، { قَالَ } لهم : { قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ } ، يعني الإنجيل ، فيه بيان الحلال والحرام ، { وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } ، من الحلال والحرام ، فبين لهم ما كان حرم عليهم من الشحوم ، واللحوم ، وكل ذي ظفر ، فأخبرهم أنه لهم حلال في الإنجيل ، غير أنهم يقيمون على السبت ، { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } ولا تعبدوا غيره ، { وَأَطِيعُونِ } [ آية : 63 ] فيما آمركم به من النصيحة ، فإنه ليس له شريك . { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ } ، يعني وحدوه ، { هَـٰذَا } ، يعني هذا التوحيد ، { صِرَاطٌ } ، يعني دين ، { مُّسْتَقِيمٌ } [ آية : 64 ] . { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } ، في الدين ، والأحزاب هم : النسطورية ، والماريعقوبية ، والملكانية ، تحازبوا من بينهم في عيسى ، عليه السلام ، فقالت النسطورية : عيسى ابن الله ، وقالت اليعقوبية : إن الله هو المسيح ابن مريم ، وقالت الملكانية : إن الله ثالث ثلاثة ، { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، يعني النصارى الذين قالوا في عيسى ما قالوا ، { مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } [ آية : 65 ] ، يعني يوم القيامة ، وإنما سماه أليماً لشدته . ثم رجع إلى كفار قريش ، فقال : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ } ، يعني يوم القيامة ، { أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } ، فجأة ، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ آية : 66 ] بجيئتها . ثم قال : { ٱلأَخِلاَّءُ } في الدنيا ، { يَوْمَئِذٍ } في الآخرة ، { بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } [ آية : 67 ] يعني الموحدين ، " نزلت في أمية بن خلف الجمحي ، وعقبة بن أبي معيط ، قتلا جميعاً ، وذلك أن عقبة كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم ويستمع إلى حديثه ، فقالت قريش : قد سبأ عقبة وفارقنا ، فقال له أمية بن خلف : وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً فلم تتفل في وجهه ، حتى يعلم قومك أنك غير مفارقهم ، ففعل عقبة ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أما أنا لله على لئن أخذتك خارجاً من الحرم لأهريقن دمك " ، فقال له : يا ابن أبي كبشة ، ومن أين تقدر عليَّ خارجاً من الحرم ، فتكون لك منى السوء ، فلما كان يوم بدر أسر ، فلما عاينه النبي صلى الله عليه وسلم ذكر نذره ، فأمر علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، فضرب عنقه ، فقال عقبة : يا معشر قريش ، ما بالي أقتل من بينكم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " بتكذيبك الله ورسوله " ، فقال : من لأولادي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لهم النار " " .