Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 1-10)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حمۤ } [ آية : 1 ] . { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } [ آية : 2 ] ، يعني البين ما فيه . { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ } ، يعني القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ، إلى السفرة من الملائكة ، وهم الكتبة ، وكان ينزل من اللوح المحفوظ كل ليلة قدر ، فينزل الله عز وجل من القرآن إلى السماء الدنيا ، على قدر ما ينزل به جبريل ، عليه السلام ، في السنة إلى مثلها من العام المقبل ، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر ، { فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } ، وهى ليلة مباركة . قال : وقال مقاتل : نزل القرآن كله من اللوح المحفوظ إلى السفرة في ليلة واحدة ليلة القدر ، فقبضه جبريل صلى الله عليه وسلم من السفرة في عشرين شهراً ، وأداه إلى النبى صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة ، وسميت ليلة القدر ليلة مباركة ، لما فيها من البركة والخير ، ثم قال : { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } [ آية : 3 ] ، يعني بالقرآن . { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [ آية : 4 ] ، يقول : يقضى الله في ليلة القدر كل أمر محكم من الباطل ما يكون في السنة كلها إلى مثلها من العام المقبل من الخير ، والشر ، والشدة ، والرخاء ، والمصائب . يقول الله تعالى : { أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ } ، يقول : كان أمراً منا ، { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } [ آية : 5 ] ، يعني منزلين هذا القرآن . أنزلناه { رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } ، لمن آمن به ، { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لقولهم ، { ٱلْعَلِيمُ } آية : 6 ] به . { رَبِّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ } [ آية : 7 ] بتوحيد الرب تعالى . وحد نفسه ، فقال : { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ } ، يقول : يحيى الموتى ، ويميت الأحياء ، هو { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } [ آية : 8 ] . { بَلْ هُمْ } ، لكن هم ، { فِي شَكٍّ } من هذا القرآن ، { يَلْعَبُونَ } [ آية : 9 ] ، يعني لاهون عنه . قوله : { فَٱرْتَقِبْ } ، وذلك " أن النبى صلى الله عليه وسلم دعا الله عز وجل على كفار قريش ، فقال : " اللهم أعنى عليهم بسبع سنين كسنى يوسف " ، فأصابتهم شدة ، حتى أكلوا العظام ، والكلاب ، والجيف ، من شدة الجوع " ، فكان الرجل يرى بينه وبين السماء الدخان من الجوع ، فذلك قوله : { فَٱرْتَقِبْ } ، فانتظر يا محمد ، { يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } [ آية : 10 ] .