Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 11-16)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَغْشَى ٱلنَّاسَ } ، يعنى أهل مكة ، { هَـٰذَا } الجوع ، { عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آية : 11 ] ، يعنى وجيع . ثم إن أبا سفيان بن حرب ، وعتبة بن ربيعة ، والعاص بن وائل ، والمطعم بن عدى ، وسهيل بن عمرو ، وشيبة بن ربيعة ، كلهم من قريش ، أتوا النبى صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد ، استسق لنا ، فقالوا : { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ } ، يعنى الجوع ، { إِنَّا مْؤْمِنُونَ } [ آية : 12 ] ، يعنى إنا مصدقون بتوحيد الرب وبالقرآن . { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ } ، يقول : من أين لهم التذكرة ، يعنى الجوع الذى أصابهم بمكة ، { وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ } ، يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم ، { مُّبِينٌ } [ آية : 13 ] ، يعنى هو بين أمره ، جاءهم بالهدى . { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ } ، يقول : ثم أعرضوا عن محمد صلى الله عليه وسلم إلى الضلالة ، { وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } [ آية : 14 ] قال ذلك عتبة بن أبى معيط : إن محمداً مجنون ، وقالوا : إنما يعلمه جبر غلام عامر بن الحضرمى ، وقالوا : لئن لم ينته جبر غلام عامر بن الحضرمى ، فأوعدوه لنشترينه من سيده ، ثم لنصليبنه حتى ينظر هل ينفعه محمداً أو يغنى محمد عنه شيئا ، { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ } ، يقول : بل هم من القرآن في شك لاهون ، فدعا النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال : " اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً عاماً ، طبقاً مطبقاً ، غدقاً ممرعاً مرياً ، عاجلاً غير ريث ، نافعاً غير ضار " ، فكشف الله تعالى عنهم العذاب . فذلك قوله : { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ } ، يعنى الجوع ، { قَلِيلاً } إلى يوم بدر ، { إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ } [ آية : 15 ] إلى الكفر ، فعادوا ، فانتقم الله منهم ببدر فقتلهم . فذلك قوله : { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } ، يعنى العظمى ، فكانت البطشة فى المدينة يوم بدر ، أكثر مما أصابهم من الجوع بمكة ، فذلك قوله : { إِنَّا مُنتَقِمُونَ } [ آية : 16 ] بالقتل ، وضرب الملائكة وجوههم ، وأدبارهم ، وعجل الله أرواحهم إلى النار .