Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 30-39)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } [ آية : 30 ] ، يعنى الهوان ، وذلك أن بنى إسرائيل آمنت بموسى هارون ، فمن ثم قال فرعون : { ٱقْتُلُوۤاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ وَٱسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ } [ غافر : 25 ] ، فلما هم بذلك ، قطع الله بهم البحر مع ذرياتهم وذراريهم ، وأغرق فرعون ومن معه من القبط ، { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } ، يعنى الهوان من فرعون من قتل الأبناء ، واستحياء النساء ، يعنى البنات ، قبل أن يبعث الله عز وجل موسى رسولاً ، مخافة أن يكون هلاكهم فى سببه من فرعون للذى أخبره به الكهنة أنه يكون ، وأنه يغلبك على ملكك . ثم قال : { مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً } عن التوحيد ، { مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } [ آية : 31 ] يعنى من المشركين . ثم رجع إلى بنى إسرائيل ، فقال : { وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ } علمه الله عز وجل منهم ، { عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 32 ] ، يعنى عالم ذلك الزمان . { وَآتَيْنَاهُم } ، يقول : وأعطيناهم ، { مِّنَ ٱلآيَاتِ } حين فلق البحر وأهلك عدوهم فرعون ، وظلل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم المن والسلوى ، والحجر والعمود والتوراة ، فيها بيان كل شىء ، فكل هذا الخير ابتلاهم الله به ، فلم يشكروا ربهم ، فذلك قوله : { وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ } { مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ } [ آية : 33 ] ، يعنى النعم البينة ، كقوله : { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ } [ الصافات : 106 ] ، يعنى النعم البينة . قوله : { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ } [ آية : 34 ] ، يعنى كفار مكة . { إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ } ، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لهم : " إنكم تبعثون من بعد الموت " ، فكذبوه ، فقالوا : إن هى إلا حياتنا الدنيا ، { وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ } [ آية : 35 ] ، يعنى بمعوثين من بعد الموت . ثم قال : { فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 36 ] ، أنا نحيا من بعد الموت ، وذلك أن أبا جهل بن هشام قال فى الرعد : يا محمد ، إن كنت نبياً فابعث لنا رجلين أو ثلاثة ممن مات من آبائنا ، منهم قصى بن كلاب ، فإنه كان صادقاً ، وكان إمامهم ، فنسألهم فيخبرونا عن ما هو كائن بعد الموت ، أحق ما تقول أم باطل ؟ إن كنت صادقاً بأن العبث حق ، نظيرها فى الجاثية قوله : { وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } [ الجاثية : 24 ] ، وما البعث بحق . فخوفهم الله تعالى بمثل عذاب الأمم الخالية ، فقال : { أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } ؛ لأن قوم تبع أقرب فى الهلاك إلى كفار مكة ، { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الأمم الخالية ، { أَهْلَكْنَاهُمْ } بالعذاب ، { إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } [ آية : 37 ] ، يعنى مذنبين مقيمين على الشرك منهمكين عليه . قوله : { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ } [ آية : 38 ] ، يعنى عابثين لغير شىء ، يقول : لم أخلقهما باطلاً ، ولكن خلقتهما لأمر هو كائن . { مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } ، يعنى كفار مكة ، { لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 39 ] ، أنهما لم يخلقا باطلاً .