Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 20-25)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هَـٰذَا } القرآن { بَصَائِرُ لِلنَّاسِ } ، يقول : هذا القرآن بصيرة للناس من الضلالة ، { وَ } وهو { وَهُدًى } من الضلالة ، { وَرَحْمَةٌ } من العذاب لمن آمن به ، { لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [ آية : 20 ] بالقرآن أنه من الله تعالى . { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } ، وذلك أن الله أنزل أن للمتقين عند ربهم في الآخرة جنات النعيم ، فقال كفار مكة ، بنو عبد شمس بن عبد مناف بمكة ، لبني هاشم ولبني عبدالمطلب بن عبد مناف للمؤمنين منهم : إنا نعطى في الآخرة من الخير مثل ما تعطون ، فقال الله تعالى : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } ، يعني الذين عملوا الشرك ، يعني كفار بني عبد شمس ، { أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } من بني هاشم ، وبني المطلب ، منهم : حمزة ، وعلي بن أبي طالب ، وعبيدة بن الحارث ، وعمر بن الخطاب ، { سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ } في نعيم الدنيا ، { وَ } سواء { وَمَمَاتُهُمْ } في نعيم الآخرة ، { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } [ آية : 21 ] ، يقول : بئس ما يقضون من الجور حين يرون أن لهم في الآخرة ما للمؤمنين ، في الآخرة الدرجات في الجنة ونعيمها للمؤمنين ، والكافرون في النار يعذبون . قوله : { وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } ، يقول : لم أخلقهما عبثاً لغير شىء ، ولكن خلقتهما لأمر هو كائن ، { وَلِتُجْزَىٰ } ، ويقول : ولكي تجزى { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } ، يعني بما عملت في الدنيا من خير أو شر ، { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [ آية : 22 ] في أعمالهم ، يعني لا ينقصون من حسناتهم ، ولا يزاد في سيئاتهم . قوله : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } ، يعني الحارث بن قيس السهمي اتخذ إلهه هوى ، وكان من المستهزئين ، وذلك أنه هوى الأوثان فعبدها ، { وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } علمه فيه ، { وَخَتَمَ } ، يقول : وطبع ، { عَلَىٰ سَمْعِهِ } ، فلا يسمع الهدى ، { وَ } على { وَقَلْبِهِ } ، فلا يعقل الهدى ، { وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً } ، يعني الغطاء ، { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ } إذ أضله الله ، { أَفَلاَ } يعني أفهلا { تَذَكَّرُونَ } [ آية : 23 ] فتعتبروا في صنع الله فتوحدونه . { وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا } ، يعني نموت نحن ويحيا آخرون ، فيخرجون من أصلابنا ، فنحن كذلك ، فما نبعث أبداً ، { وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } ، يقول : وما يميتنا إلا طول العمر ، وطول اختلاف الليل والنهار ، ولا نبعث ، يقول الله تعالى : { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } بأنهم لا يبعثون ، { إِنْ هُمْ } ، يقول : ما هم { إِلاَّ يَظُنُّونَ } [ آية : 24 ] ، ما يستيقنون ، وبالظن تكلموا على غيرهم أنهم لا يبعثون . { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } ، يعني القرآن ، { بَيِّنَاتٍ } ، يعني واضحات من الحلال والحرام ، { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ } حين خاصموا النبي صلى الله عليه وسلم في الرعد ، حين قالوا : سير لنا الجبال ، وسخر لنا الرياح ، وابعث لنا رجلين أو ثلاثة من قريش من آبائنا ، منهم قصي بن كلاب ، فإنه كان صدوقاً ، وكان إمامهم ، فنسألهم عما تخبرنا به أنه كائن بعد الموت ، فذلك قوله تعالى : { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ } { إِلاَّ أَن قَالُواْ } للنبي صلى الله عليه وسلم : { ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 25 ] ، هذا قول أبي جهل للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ابعث لنا رجلين أو ثلاثة إن كنت من الصادقين بأن البعث حق .