Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 12-19)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكرهم النعم ، فقال : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلْبَحْرَ لِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ فِيهِ } ، يقول : لكي تجري السفن في البحر ، { بِأَمْرِهِ } ، يعني بإذنه ، { وَلِتَبْتَغُواْ } ما في البحر ، { مِن فَضْلِهِ } ، يعني الرزق ، { وَلَعَلَّكُمْ } ، يعني ولكي ، { تَشْكُرُونَ } [ آية : 12 ] الله في هذه النعم فتوحدوه . { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ } ، يعني من الله ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [ آية : 13 ] في صنع الله فيوحدونه . { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ يَغْفِرُواْ } ، يعني يتجاوزوا ، نزلت في عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، وذلك أن رجلاً من كفار مكة شتم عمر بمكة ، فهم عمر أن يبطش به ، فأمره الله بالعفو والتجاوز ، فقال : { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعني عمر ، { يَغْفِرُواْ } ، يعني يتجاوزوا ، { لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ } ، يعني لا يخشون عقوبات الله مثل عذاب الأمم الخالية ، { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ } [ الشورى : 40 ] ، يقول : فجزاؤه على الله ، ثم نسخ العفو والتجاوز آية السيف في براءة : { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ } [ التوبة : 5 ] ، قوله : { لِيَجْزِيَ } بالمغفرة ، { قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ آية : 14 ] ، يعني يعلمون من الخير . { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ } العمل { فَعَلَيْهَا } ، يقول : إساءته على نفسه ، { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } [ آية : 15 ] في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم . قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَا } ، يعني أعطينا ، { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ } ، يعني التوراة ، { وَٱلْحُكْمَ } ، يعني الفهم الذي في التوراة والعلم ، { وَٱلنُّبُوَّةَ } ، وذلك أنه كان فيهم ألف نبي ، أولهم موسى ، وآخرهم عيسى ، عليهم السلام ، { وَرَزَقْنَاهُمْ } ، يعني الحلال من الرزق ، المن والسلوى ، { مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ٱلْعَالَمينَ } [ آية : 16 ] ، يعني عالمي ذلك الزمان بما أعطاهم الله من التوراة فيها تفصيل كل شىء ، والمن والسلوى ، والحجر ، والغمام ، وعموداً كان يضىء لهم إذا ساروا بالليل ، وأنبت معهم ثيابهم لا تبلى ، ولا تخرق ، وظللنا عليهم الغمام ، وفضلناهم على العالمين في ذلك الزمان . ثم قال : { وَآتَيْنَاهُم } آيات { بَيِّنَاتٍ } واضحات ، { مِّنَ ٱلأَمْرِ } ، يعني أبين لهم في التوراة الحلال ، والحرام ، والسنة ، وبيان ما كان قبلهم ، ثم اختلفوا في الدين بعد يوشع بن نون ، فآمن بعضهم وكفر بعضهم ، { فَمَا ٱخْتَلَفُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } ، يعني البيان ، { بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بِيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } [ آية : 17 ] ، يعني في الدين يختلفون . قوله : { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ } ، يعني بينات من الأمر ، وذلك أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ارجع إلى ملة أبيك عبدالله ، وجدك عبدالمطلب ، وسادة قومك ، فأنزل الله : { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ } ، يعني بينة من الأمر ، يعني الإسلام ، { فَٱتَّبِعْهَا } ، يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : اتبع هذه الشريعة ، { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 18 ] توحيد الله ، يعني كفار قريش ، فيستزلونك عن أمر الله . قوله تعالى : { إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } ، يوم القيامة ، يعني مشركي مكة ، { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلْمُتَّقِينَ } [ آية : 19 ] الشرك .