Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 3-3)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ } يقول : ولكي ينصرك الله بالإسلام على عدوك { نَصْراً عَزِيزاً } [ آية : 3 ] يعني منيعاً فلا تذل الذى قضى الله له : المغفرة والغنيمة والإسلام والنصر فنسخت هذه الآية ، قوله : { وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ } [ الأحقاف : 9 ] فأخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بما يفعل به ، فنزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما سمع عبدالله بن أبي رأس المنافقين بنزول هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الله قد غفر له ذنبه ، وأنه يفتح له على عدوه ، ويهديه صراطاً مستقيماً ، وينصره نصراً عزيزاً ، قال لأصحابه : يزعم محمد أن الله قد غفر له ذنبه ، وينصره على عدوه ، هيهات هيهات لقد بقي له من العدو أكثر وأكثر فأين فارس والروم ، وهم أكثر عدواً وأشد بأساً وأعز عزيزاً ؟ ولن يظهر عليهم محمد ، أيطن محمد أنهم مثل هذه العصابة التي قد نزل بين أظهرهم ، وقد غلبهم بكذبه وأباطيله ، وقد جعل لنفسه مخرجاً ، ولا علم له بما يفعل به ، ولا بمن تبعه ، إن هذا لهو الخلاف المبين . فخرج النبي صلى الله عليه وسلم علىأصحابه ، فقال : " " لقد نزلت عليّ آية لهى أحب إليَّ مما بين السماء والأرض " ، فقرأ عليهم : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً لِّيَغْفِرَاللهُ لَكَ } " إلى آخر الآية ، فقال أصحابه : هنيئاً مريئاً ، يا رسول الله ، قد علمنا الآن ما لك عند الله ، وما يفعل بك ، فما لنا عند الله ، وما يفعل بنا فنزلت في سورة الأحزاب : { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كِبِيراً } [ الأحزاب : 47 ] .