Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 4-4)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يعني الطمأنينة { لِيَزْدَادُوۤاْ } يعني لكي يزدادوا { إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ } يعني تصديقاً مع تصديقهم الذي أمرهم الله به في كتابه فيقروا أن يكتبوا باسمك اللهم ، ويقروا بأن يكتبوا هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله ، وذلك " أنه لم نزل النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية بعثت قريش منهم سهيل بن عمرو القرشي ، وحويطب بن عبد العزى ، ومكرز بن حفص بن الأحنف على أن يعرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع من عامه ذلك ، على أن تخلي قريش له مكة من العام المقبل ثلاثة أيام ، ففعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وكتبوا بينهم وبينه كتاباً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، لعلي بن أبي طالب ، عليه السلام : " اكتب بيننا كتاباً : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " ، فقال سهيل بن عمرو وأصحابه : ما نعرف هذا ، ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم . فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ألا يقروا بذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ، عليه السلام : " اكتب ما يقولون " ، فكتب باسمك اللهم . ثم قال : " اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة " ، فقال سهيل بن عمرو وأصحابه : لقد ظلمناك إن علمنا أنك رسول الله ، ونمنعك ونردك عن بيته ، ولا نكتب هذا ، ولكن اكتب الذى نعرف : هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله أهل مكة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا علي ، اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله ، وأنا أشهد أني رسول الله ، وأنا محمد بن عبدالله " ، فهم المسلمون ألا يقروا أن يكتبوا هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله ، فأنزل الله السكينة ، يعني الطمأنية عليهم . فذلك قوله : { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، أن يقروا لقريش حتى يكتبوا باسمك اللهم ، إلى آخر القصة ، وأنزل في قول أهل مكة لا نعرف أنك رسول الله ولو علمنا ذلك لقد ظلمناك حين نمنعك عن بيته { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } [ الفتح : 28 ] أن محمداً رسول الله ، فلا شاهد أفضل منه . { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } [ آية : 4 ] عليماً بخلقه ، حكيماً في أمره .