Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 11-11)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ } يقول : لا يستهزىء الرجل من أخيه ، فيقول : إنك ردىء المعيشة ، لئيم الحسب ، واشباه ذلك مما ينقصه به من أمر دنياه ، ولعله خير منه عند الله تعالى ، فأما الذين استهزءوا فهم الذين نادوا النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات ، وقد استهزءوا من الموالى عمار بن ياسر ، وسلمان الفارسي ، وبلال المؤذن ، وخباب بن الأرت ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وعامر بن فهيرة ، وغيرهم من الفقراء ، قال : وإن سالم مولى أبي حذيفة كان معه راية المسلمين يوم اليمامة ، فقالوا له : إنا نخشى عليك ، فقال سالم : بئس حامل القرآن أنا إذًا ، فقاتل حتى قتل . ثم قال : { عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ } عند الله { وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ } نزلت في عائشة بنت أبي بكر ، رضي الله عنهما ، استهزأت من قصر أم سلمة بنت أمية ، ثم قال : { وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } يقول : لا يطعن بعضكم على بعض ، فإن ذلك معصية { وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ } " وذلك أن كعب بن مالك الأنصاري كان يكون على المقسم فكان بينه وبين عبدالله بن الحدرد الأسلمي بعض الكلام ، فقال له : يا أعرابى ، فقال له عبدالله : يا يهودي ، ثم انطلق عبدالله فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لعلك قلت له : يا يهودي ؟ قال : نعم قد قلت له ذلك إن لقبني أعرابياً ، وأنا معاجر ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلا عليّ حتى ينزل الله توبتكما " ، فأوثقا أنفسهما إلى سارية المسجد إلى جنب المنبر . فأنزل الله تعالى فيهما : { وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ } يقول : لا يعير الرجل أخاه المسلم بالملة التي كان عليها قبل الإسلام ، ولا يسميه بغير أهل دينه فإنه { بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ } يعني بئس الاسم هذا ، أن يسميه باسم الكفر بعد الإيمان ، يعني بعدما تاب وآمن بالله تعالى { وَمَن لَّمْ يَتُبْ } من قوله { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } [ آية : 11 ] فلما أنزل الله تعالى توبتهما وبين أمرهما تابا إلى الله تعالى من قولهما وحلا أنفسهما من الوثاق .