Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 12-12)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ } يقول : لا تحققوا الظن ، وذلك أن الرجل يسمع من أخيه كلاماً لا يريد به سوء ، أو يدخل مدخلاً لا يريد به سوءا فيراه أخوه المسلم ، أو يسمعه فيظن به سوءا ، فلا بأس ما لم يتكلم به ، فإن تكلم به أثم ، فذلك قوله : { إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ } ثم قال : { وَلاَ تَجَسَّسُواْ } يعني لا يبحث الرجل عن عيب أخيه المسلم ، فإن ذلك معصية { وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً } نزلت في فتير ، ويقال : فهير خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنه قيل له : إنك وخيم ثقيل بخيل ، والغيبة أن يقول الرجل المسلم لأخيه ما فيه من العيب ، فإن قال ما ليس فيه فقد بهته . ثم ضرب للغيبة مثلاً ، فقال : { أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ } يقول : إذا غاب عنك المسلم ، فهو حين تذكره بسوء بمنزلة الشىء الميت ، لأنه لا يسمع بعيبك إياه ، فكذلك الميت لايسمع ما قلت له ، فذلك قوله : { أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ } يعني كما كرهتم أكل لحم الميت ، فأكرهوا الغيبة لإخوانكم { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } في الغيبة فلا تغتابوا الناس { إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ } على من تاب { رَّحِيمٌ } [ آية : 12 ] بهم بعد التوبة ، والغيبة أن تقول لأخيك ما فيه من العيب ، فإن قلت ما ليس فيه فقد بهته ، وإن قلت ما بلغك فهذا الإفك .