Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 13-13)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ } يعني آدم وحواء نزلت في بلال المؤذن ، وقالوا : في سلمان الفارسي ، وفي أربعة نفر من قريش ، في عتاب بن أسيد بن أبي العيص ، والحارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو ، وأبي سفيان بن حرب ، كلهم من قريش ، " وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة أمر بلالاً فصعد ظهر الكعبة وأذن ، وأراد أن يذل المشركين بذلك ، فلما صعد بلال وأذن . قال عتاب بن أسيد : الحمد لله الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم ، وقال الحارث بن هشام : عجبت لهذا العبد الحبشي أما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الغراب الأسود ، وقال سهيل بن عمرو : إن يكره الله شيئاً يغيره ، وقال أبو سفيان : أمأ أنا فلا أقول ، فإني لو قلت شيئاً لتشهدن عليّ السماء ولتخبرن عني الأرض . فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقوله ، فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " كيف قلت يا عتاب " ؟ قال : قلت الحمد الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم ، فقال : " صدقت " ، ثم قال للحارث بن هشام : " كيف قلت " ؟ قال عجبت لهذا العبد الحبشي ، وأما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الغراب الأسود ، قال : " صدقت " ، ثم قال لسهيل بن عمرو : " كيف قلت " ؟ قال : قلت : إن يكره الله شيئاً يغيره ، قال : " صدقت " ، ثم قال لأبي سفيان : " كيف قلت " ؟ قال : قلت : أما أنا فلا أقول شيئاً ، فإني لو قلت شيئاً لتشهدن عليّ السماء والأرض ولتخبرن عني الأرض ، قال : " صدقت " ، فأنزل الله تعالى فيهم : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يعني بلالاً وهؤلاء الأربعة { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ } وعنى آدم وحواء { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً } يعني رءوس القبائل ربيعة ومضر وبنو تميم والأزد { وَقَبَآئِلَ } يعني الأفخاذ بنو سعد ، وبنو عامر ، وبنو قيس ، ونحوه { لِتَعَارَفُوۤاْ } في النسب ، ثم قال : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ } يعني بلالاً { عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ آية : 13 ] يعني أن أتقاكم بلال .