Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 12-13)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله سبحانه : { وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } ، يعنى شاهداً على قومهم ، من كل سبط رجلاً ليأخذ هذا الرجل على سبطه الميثاق ، وشهداء على قومهم ، وكانوا اثنى عشر سبطاً ، على كل سبط منهم رجلاً ، فأطاع الله عز وجل منهم خمسة ، فكان منهم طالوت ، ممن أطاع الله عز وجل ، وعصى منهم سبعة ، فنقبوا على أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً ، { وَقَالَ ٱللَّهُ } عز وجل للنقباء الاثنى عشر ، { إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلاَةَ وَآتَيْتُمْ ٱلزَّكَاةَ وَآمَنتُمْ بِرُسُلِي } ، يعنى الذين بعثتهم إليكم ، وفيهم عيسى ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ، فكفروا بعيسى ومحمد ، صلى الله عليهما وسلم . قال الله تعالى : ولقد أخذ الله ميثاقكم على أن تعملوا بما فى التوراة ، فكان الإيمان بالنبيين من عمل التوراة ، ثم قال سبحانه : { وَعَزَّرْتُمُوهُمْ } ، يعنى وأعنتموهم حتى يبلغوا الرسالة ، { وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } ، يعنى طيبة بها أنفسكم ، وهو التطوع ، { لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } ، يقول : أغفر لكم خطاياكم الذى كان منكم فيما بينكم وبينى ، { وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } ، يعنى البساتين ، { فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } [ آية : 12 ] ، يعنى فقد أخطأ قصد الطريق ، طريق الهدى ، فنقضوا العهد والميثاق . فذلك قوله سبحانه : { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ } ، فبنقضهم ميثاقهم لعناهم بالمسخ ، { وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً } ، يعنى قست قلوبهم عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } ، والكلم صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، { وَنَسُواْ حَظَّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ } ، وذلك أن الله عز وجل أخذ ميثاق بنى إسرائيل فى التوراة أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ويصدقوا به ، وهو مكتوب عندهم فى التوراة ، فلما بعثه الله عز وجل كفروا به وحسدوه ، وقالوا : إن هذا ليس من ولد إسحاق ، وهو من ولد إسماعيل ، فقال الله عز وجل : { وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ } ، وهو الغش للنبى صلى الله عليه وسلم ، { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ } ، والقليل مؤمنيهم عبدالله بن سلام وأصحابه . يقول الله عز وجل : { فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱصْفَحْ } ، حتى يأتى الله بأمره فى أمر بنى قريظة والنضير ، فكان أمر الله فيهم القتل والسبى والجلاء ، يقول : فاعف عنهم حتى يأتى ، يعنى يجىء ذلك الأمر ، فبلغوه فسبوا وأجلوا ، فصارت آية العفو والصفح منسوخة ، نسختها آية السيف فى براءة ، فلما جاء ذلك الأمر قتلهم الله تعالى وسباهم وأجلاهم ، { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آية : 13 ] .