Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 11-11)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله سبحانه : { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ … } الآية ، نزلت هذه الآية ؛ لأن " رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد بعث المنذر بن عمرو الأنصارى فى أناس من أصحابه إلى بئر معونة ، وهو ماء بنى عامر ، فساروا حتى أشرفوا على الأرض ، فأدركهم الماء فنزلوا ، فلما كان المساء ، أضل أربعة منهم بعيراً لهم ، فاستأذنوا أن يقيموا ، فأذن لهم المنذر ، ثم سار المنذر بمن معه ، وأصبح القوم وقد جمعوا لهم على الماء ، وكانت بنو سليم هم الذين آذنوا بنى عامر بهم ، فالتقوا فاقتتلوا قتالاً شديداً ، فقتل المنذر بن عمرو ومن معه ، وأصاب الأربعة بعيرهم من الغد ، فأقبلوا فى طلب أصحابهم ، فلقيتهم وليدة لبنى عامر فى غنيمة ترعاها ، فقالت لهم : أمن أصحاب محمد أنتم ؟ قالوا : نعم ، رجاء أن تسلم ، فقالت : النجاء ، فإن إخوانكم قد قتلوا حول الماء ، قتلهم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر . فقال أحد الأربعة : ما ترون ؟ قالوا : نرى أن نرحل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنخبره بالذى كان ، قال : لكنى والله لا أرجع حتى أنتقم من أعداء أصحابى اليوم ، فامضوا راشدين واقرأوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم منى السلام كثيراً ، فأشرف على الخيل ، فنظر إلى أصحابه مقتلين عند الماء ، فأخذ سيفه ، فضرب به حتى قُتل ، رحمه الله ، ورجع الثلاثة إلى المدينة ، فأتوها حين أمسوا ، فلقوا رجلين من بنى سليم وهما خارجان من المدينة ، فقالوا لهما : من أنتما ؟ قالا : نحن من بنى عامر ، فقالوا : أنتما ممن قتل إخواننا ، فأقبلوا عليهما فقتلوهما . ثم دخلوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه الخبر ، فوجدوا الخبر قد سبق إليه ، فقالوا : يا رسول الله ، غشينا المدينة ممسين ، فوجدنا رجلين من بنى عامر ، فقتلناهما وهذا سلبهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بئس ما صنعتما ، فإنهما كانا من بنى سليم " ، قال : وكان بين بنى سليم وبين النبى صلى الله عليه وسلم موادعة وعهد ، فنزلت : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } يقول : لا تعجلوا بأمر ولا بفعل حتى يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } ولا تخالفوا على نبيكم ، { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لما تقولون ، { عَلِيمٌ } [ الحجرات : 1 ] بما تفعلون . وجاء أهل السليميين ، فقالوا : يا محمد ، إن صاحبينا أتياك فقتلا عندك : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن صاحبيكما اعتزيا إلى عدونا حتى قتلا ، ولكنا سنعقل صاحبيكم " ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أهل عهده ، فبدأ ببنى النضير ، فقال : " أنتم جيراننا وحلفاؤنا ، والأيام دول ، وقد رأيتم الذى أصابنا ، فاتخذوا عندنا يداً نجزكم بها غداً إن شاء الله " ، فقالوا : مرحباً بك وأهلاً ، إخواننا بنو قريظة لا نحب أن نسبقهم بأمر ، ولكن ائتنا يوم كذا وكذا ، وقد جمعنا لك الذى تريد أن نعطيك . فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم ، فأرسلوا إلى بنى قريظة : أن محمداً مغرور ، يأتينا فى الرجل والرجلين ، فاجتمعوا له فاقتلوه ، فأتاهم الله صلى الله عليه وسلم لميعادهم ، ومعه ثلاثة نفر : أبو بكر ، وعمر ، وعلى ، رضى الله عنهم ، وهو صلى الله عليه وسلم ، رابعهم ، فأجلسوه فى صفة لهم ، ثم خرجوا يجمعون السلاح له ، وكان كعب بن الأشرف عند ذلك بالمدينة ، فهم ينتظرونه حتى يأتيهم ، فأوحى الله عز وجل إلى نبيه ، فأتاه جبريل ، عليه السلام ، فأخبره بما يراد به وبأصحابه ، فقام نبى الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يؤذن أصحابه مخافة أن يثوروا بهم ، فأتى باب الدار ، فقام به . فلما أبطأ على أصحابه ، خرج على لينظر ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو على الباب ، فقال : يا رسول الله ، احتبست علينا ، حتى خفنا عليك أن يكون قد اغتالك أحد ، قال : " فإن أعداء الله قد أرادوا ذلك ، فقم مكانك بالباب حتى يخرج إليه بعض أصحابك ، فأقمه مكانك وأخبره بالذى أخبرتك ، ثم الحقنى " ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقام الآخر بالباب ، حتى خرج إليه صاحبه ، فقال : احتبست أنت ورسول الله ، حتى خفنا عليكما ، فأخبره الخبر ، فمكث مكانه ولحق الآخر برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أبطأوا على صاحبهم خرج ، فاتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، فذلك قوله سبحانه : { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ } ، وهم اليهود ، { أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ } بالسوء ، { فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ } { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [ آية : 11 ] .