Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 17-18)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله سبحانه : { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ } ، نزلت فى نصارى نجران الماريعقوبيين ، منهم السيد والعاقب وغيرهما ، { قُلْ } لهم يا محمد ، { فَمَن يَمْلِكُ } ، فمن يقدر أن يمتنع ، { مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } من شئ من عذابه ، { إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } بعذاب أو بموت ، فمن الذى يحول بينه وبين ذلك ؟ ! ثم عظم الرب جل جلاله نفسه عن قولهم حين قالوا : إن الله هو المسيح ابن مريم ، فقال سبحانه : { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ، يقول : إليه سلطان السموات والأرض ، { وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق ، { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } ، يعنى عيسى ، شاء أن يخلقه من غير بشر ، { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آية : 17 ] من خلق عيسى من غير بشر وغيره من الخلق قدير ، مثلها فى آخر السورة . { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ } يهود المدينة ، منهم : كعب بن الأشرف ، ومالك بن الضيف ، وكعب بن أسيد ، وبحرى بن عمرو ، وشماس بن عمرو ، وغيرهم { وَٱلنَّصَارَىٰ } من نصارى نجران السيد والعاقب ومن معهما ، قالوا جميعاً : { نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } ، وافتخروا على المسلمين ، وقالوا : ما أحد من الناس أعظم عند الله منزلة منا ، فقال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم : { قُلْ } للمسلمين يردوا عليهم ، { فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم } ، حين زعمتم وقلتم : لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة ، يعنى عدة ما عبدوا فيها العجل ، إن كنتم أبناء الله وأحباؤه ، أفتطيب نفس رجل أن يعذب ولده بالنار ؟ والله أرحم من جميع خلقه . فقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لهم : { بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ } من العباد ، ولستم بأبناء الله وأحبائه ، { يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } ، يعنى يتجاوز عمن يشاء فيهديه لدينه ، { وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } فيميته على الكفر ، ثم عظم الرب نفسه عز وجل عن قولهم : نحن أبناء الله وأحباؤه ، فقال سبحانه : { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق يحكم فيهما ما يشاء هم عبيده وفى ملكه ، { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } [ آية : 18 ] فى الآخرة فيجزيكم بأعمالكم .