Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 33-34)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله سبحانه : { إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } ، يعنى بالمحاربة الشرك ، نظيرها فى براءة ، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله ، وذلك أن تسعة نفر من عرينة وهم من بجيلة ، أتوا النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلموا ، فأصابهم وجع شديد ، ووقع الماء الأصفر فى بطونهم ، فأمرهم النبى صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا إلى إبل الصدقة ليشربوا من ألبانها وأبوالها ، ففعلوا ذلك ، فلما صحوا عمدوا إلى الراعى ، فقتلوه وأغاروا على الإبل ، فاستاقوها وارتدوا عن الإسلام ، فبعث النبى صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب ، رضى الله عنه ، فى نفر فأخذهم . فلما أتوا بهم النبى صلى الله عليه وسلم ، أمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسملت أعينهم ، فأنزل الله عز وجل فيهم : { إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } ، يعنى الكفر بعد الإسلام ، { وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً } القتل وأخذ الأموال ، { أَن يُقَتَّلُوۤاْ أَوْ يُصَلَّبُوۤاْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ } ، يعنى اليد اليمنى والرجل اليسرى ، فالإمام فى ذلك بالخيار فى القتل والصلب ، وقطع الأيدى والأرجل ، { أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ ٱلأَرْضِ } ، يقول : يخرجوا من الأرض ، أرض المسلمين ، فينفوا بالطرد ، { ذٰلِكَ } جزاءهم الخزى { لَهُمْ خِزْيٌ فِي ٱلدُّنْيَا } قطع اليد والرجل والقتل والصلب فى الدنيا ، { وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [ آية : 33 ] ، يعنى كثيراً وافراً لا انقطاع له . ثم استثنى ، فقال عز وجل : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } من الشرك { مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ } ، فتقيموا عليهم الحد ، فلا سبيل لكم عليهم ، يقول : من جاء منهم مسلماً قبل أن يؤخذ ، فإن الإسلام يهدم ما أصاب فى كفره من قتل أو أخذ مال ، فذلك قوله سبحانه : { فَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لما كان منه فى كفره { رَّحِيمٌ } [ آية : 34 ] به حين تاب ورجع إلى الإسلام ، فأما من قتل وهو مسلم ، فارتد عن الإسلام ، ثم رجع مسلماً ، فإنه يؤخذ بالقصاص .