Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 82-86)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } ، كان اليهود يعاونون مشركى العرب على قتال النبى صلى الله عليه وسلم ، ويأمرونهم بالمسير إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، { وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } ، يعنى مشركى العرب أيضاً ، كانوا شديدى العداوة للنبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، رضى الله عنهم ، { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً } ، وليس يعنى فى الحب ، ولكن يعنى فى سرعة الإجابة للإيمان ، { لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّا نَصَارَىٰ } ، وكانوا فى قرية تسمى ناصرة ، { ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً } ، يعنى متعبدين أصحاب الصوامع ، { وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } [ آية : 82 ] ، يعنى لا يتكبرون عن الإيمان . نزلت فى أربعين رجلاً من مؤمنى أهل الإنجيل ، منهم اثنان وثلاثون رجلاً قدموا من أرض الحبشة مع جعفر بن أبى طالب ، رضى الله عنه ، وثمانية نفر قدموا من الشام معهم بحيرى الراهب ، وأبرهة ، والأشرف ، ودريس ، وتمام ، وقسيم ، ودريد ، وأيمن ، والقسيسون الذين يحلقون أواسط رءوسهم ، وذلك أنهم حين سمعوا القرآن من النبى صلى الله عليه وسلم ، قالوا : ما أشبه هذا بالذى كنا نتحدث به عن عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، فبكوا وصدقوا بالله عز وجل ورسله ، فنزلت فيهم : { وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ } من القرآن ، { تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا } ، يعنى صدقنا بالقرآن أنه من الله عز وجل ، { فَٱكْتُبْنَا } ، يعنى فاجعلنا { مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ } [ آية : 83 ] ، يعنى مع المهاجرين ، يعنى من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، نظيرها فى المجادلة : { كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ } [ المجادلة : 22 ] ، يقول : جعل فى قلوبهم الإيمان ، وهو التوحيد . وقالوا : { وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِٱللَّهِ } ، وذلك أنهم لما أسلموا ورجعوا إلى أرضهم ، لا مهم كفار قومهم ، فقالوا : أتركتم ملة عيسى صلى الله عليه وسلم ودين آبائكم ، قالوا : نعم ، { وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِٱللَّهِ } { وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْحَقِّ } مع محمد صلى الله عليه وسلم ، { وَنَطْمَعُ } ، يعنى ونرجو { أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا } الجنة { مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلصَّالِحِينَ } [ آية : 84 ] ، وهم المهاجرين الأول ، رضوان الله عليهم . { فَأَثَابَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ } من التصديق ، { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } لا يموتون ، { وَذٰلِكَ } الثواب { جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آية : 85 ] . ثم قال سبحانه : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ } ، يعنى بالقرآن بأنه ليس من الله عز وجل ، { أُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } [ آية : 86 ] ، يعنى ما عظم من النار ، يعنى كفار ا لنصارى الذين لاموهم حين أسلموا وتابعوا النبى صلى الله عليه وسلم .